الأخضر
والليلة الأخيرة
يخوض المنتخب السعودي اليوم أهم منعطفاته نحو التأهل لمونديال الدوحة 2022 حين يواجه منتخب الصين بثلاث فرص تمنحه ذلك مباشرة.
أولى الفرص تبدأ حتى قبل أن يطلق الحكم صافرته إيذانًا ببدء المباراة، وذلك في حال خسارة المنتخب الأسترالي أمام نظيره الياباني في اللقاء الذي يسبق مواجهة الأخضر بساعات قليلة.
أما في حال تعادل الأستراليون واليابانيون في مواجهتهم، فإن الأخضر سيلعب بفرصتين تؤهله للتأهل أمام الصين مباشرة، إما بالتعادل أو الفوز، والذي يغنيه عن كل تلك الحسابات، ولا يجعله يفكر في ما يسبق لقاءه.
مع كل هذه الفرص الكبيرة جدًا للأخضر، ليعلن تأهله المباشر للمونديال، تمنيت لو كنت حاضرًا لليلة الأخيرة البارحة قبل مواجهة الصين، واستمعت لما دار في الاجتماع الأخير، وما تحدث به الثلاثي ياسر المسحل، رئيس اتحاد القدم، والفرنسي هرفي ريناد، مدرب المنتخب، وسلمان الفرج، قائد وقلب الأخضر النابض.
كيف سيتعامل هذا الثلاثي مع بقية اللاعبين، وكيف سيجنبونهم تلك الحسابات ويجهزونهم لخوض اللقاء، وكيف سيكون حالهم داخل الملعب مع كل تلك الاحتمالات، كيف سيعطون داخله في حال خسر الأستراليون، وأعلن تأهلهم، وماذا سيفعلون لو كان التعادل حصيلة اللقاء السابق، هل سيبحثون عن النقطة أم عن الفوز، هل سيفكرون في ألّا يلج فيهم هدف أم يبحثون عن مرمى الصين.
لو كنت مخولًا بالحديث معهم في الاجتماع الأخير لذكرتهم فقط أن هذا التأهل لو حدث، بإذن الله، وهو قريب، فلن يعتبر إنجازًا فريدًا، فهو الوصول السادس للمنتخب السعودي للمونديال، سبقتكم به أجيال وأجيال، ولكن إن تمكنتم من الفوز وبحثتم عنه في كل مباراة اعتبارًا من مواجهة اليوم أمام الصين وبعدها اليابان وأستراليا، فأنتم ستحققون الإنجاز الفريد حقًا بأعلى حصيلة نقطية في تاريخ الأخضر، وأفضل مسيرة، وأعظم جيل أعاد الهيبة للكرة السعودية، واعتلى القمة وسط كل هذه الخصوم القوية.
لو كنت أستطيع لغيبتهم عن معرفة نتيجة مباراة أستراليا واليابان، ولقلت لهم هنا على هذا المستطيل الأخضر، وخلال تسعين دقيقة، تستطيعون كتابة التاريخ بالفوز ولا غيره.
كل الأماني لأخضرنا الحبيب ولوطننا الغالي بأن يعلو اسمه، ويعلن العالم كله أنه أحد الواصلين للمونديال وأحد أبطال كرة القدم فيها.