المنطقة الرمادية
يطول الحديث عن (الرأي) وأصحاب الرأي سواء أكانوا جماهير أو إعلاميين أو غيرهم من أصحاب الفكر بل إن الآراء تضع أصحابها في مواقع الحكمة أو المجاملات وحتى النفاق وتقلب المواقف والأخلاق.
في الرياضة وغيرها يُمسك صاحب الرأي من لسانه بل إن شخصيته في الأوساط الرياضية تفصح عنها مواقف رأيه فيصنف على خلفيته من الإعلاميين الثقات أو أن الجماهير تمر عليه مرور الكرام دون احترام.
للرأي في عرف أصحابه منطقتان لا ثالث لهما واضح معلن أو متردد يتمايل يمينًا وشمالًا مرة إلى هنا وأخرى إلى هناك وهي المنطقة التي أطلق عليها مجازًا منطقة اللون الرمادي مسالم ولست معادي
الرأي الرمادي يضع صاحبه في خانة الرأي المتقلب وهو الأمر الذي يجرنا إلى مصطلح رياضي خاطئ ومتداول معني بمفردة (الحياد) الذي يعتبر في واقع الأمر سلبية وحجب ما حصل إرضاء للأطراف من الزعل.
في الأهلي كثر الحديث عن الرأي الرمادي والمشكلة أن من غضبوا لاعتقادهم أنهم المعنيون بهذه المنطقة لم يأخذوا الأمر تصنيفًا للرأي فقط بل جنحوا إلى اعتباره قدحًا في الانتماء يوجب الحرب والعداء.
أن يقال فلان (لم يصرح برأيه) في هذه الأزمة الأهلاوية الخطيرة فالمعنى أنه حجب الرأي في الوقت الذي كان يجب أن يطلقه مهما كانت أسبابه اعتزالًا أو انتظارًا أو خوفًا وهي المنطقة الرمادية دون أسية.
أصحاب المنطقة الرمادية من الإعلام وبعض الجماهير الأهلاوية ليسوا في موقف الاتهام بل في موقع (العتب) وعودتهم إلى الكيان متوقعة فهم ليسوا من أصحاب المنطقة السوداء انحيازًا للأشخاص والأصدقاء.
المصنف رأيًا في المنطقة الرمادية قد يدرك ولو متأخرًا أن الإدارة الأهلاوية تسير إلى الهاوية التي لا تحتمل أي فرص أخرى وينحاز إلى الكيان فلا تنخدعوا بكل من يقول أنا رمادي فهؤلاء من زبائن المنطقة السوداء.
ثم أختم بأني لا أرى المشكلة في فلسفة تقسيم مناطق الرأي بين أسود وأبيض ورمادي فالفكرة هنا لا علاقة لها بالانتماء بل بالرأي الصريح ومن يغضبه هذا فهو يعلم أنه يقف في مهب الريح يهاجم ويصيح.
فواتير
ـ توقف مؤقت للشهر الكريم لا ينسي الأهلاويين ما صنعت إدارتهم من عمل أليم ومن يعد من الإعلام والمشجعين بمستقبل باهر نسأله أين وعودكم في الماضي من الحاضر؟