الأحلام
أصبحت حقيقة
أقصى فريق الفيحاء، الصاعد حديثًا من الدرجة الأولى، فريق الاتحاد، متصدر الدوري السعودي حتى الآن، والقريب جدًا من تحقيق لقبه، أقصاه من كأس خادم الحرمين الشريفين الأغلى اسمًا وقيمة في كرة القدم المحلية، وحجز مقعده في النهائي أمام فريق الهلال، ومقعدًا آخر في بطولة كأس السوبر بنظامها الجديد.
كان يسأل الصديق الجميل والمذيع اللامع عبد الله العضيبي بعد نهاية المباراة هل ينطبق على الفوز الفيحاوي على الاتحاد صفة المفاجأة أم لا؟ مشيرًا إلى تحقيق التعاون والفيصلي للقب البطولة في آخر ثلاث أعوام، ووصولهما للنهائي قبل ذلك أيضًا في سنوات سابقة. التقاطة جميلة جعلتني أتأملها وأميل إلى أنه لا يمكن أن نقول عن هذا الفوز بأنه مفاجأة، خاصة عندما بدأت أستعيد ذاكرة الدوري خلال الأعوام الأربعة الماضية، ونتائج مبارياته وتقلباته بعد الدعم الحكومي الذي طال كل الأندية بالتساوي.
لم يعد الأمر مفاجأ فعلًا لو تتبعنا نتائج الأندية في الأعوام الأخيرة، خاصة على مستوى الدوري، فلا نتيجة مضمونة، ولا أحد يستطيع التنبؤ بما ستؤول له المباراة، قد يسقط المتصدر مع صاحب المركز الأخير، ومهما حاولت أن تقرأ المباراة فنيًا قبل أن تبدأ فلن تستطيع أن تتوقع النتيجة، وستكتفي بتوضيح بعض الفوارق الفنية، والتي لم تعد بالكبيرة والمتباينة بشكل كبير بين الأندية.
هذا الدعم الحكومي الهائل حقيقة نقل كرة القدم السعودية ومسابقاتها المختلفة إلى مكان آخر لم يكن يتخيله أكثر المتفائلين، فخلق أبطالًا جدد، ورفع سقف الطموحات كل الجماهير الرياضية أيًا كان عددها، وأيًا كان موقعها في قرية صغيرة هنا أو هناك.
أصبح الجميع يحلم، وأصبحت الأحلام حقيقة، في عام ترقص بريدة حتى الصباح، وتحتفل بعريسها التعاون، وفي عام آخر لا تنام حرمة وأبناؤها 3 أيام تحتفل بفيصليها، وقد يكون للمجمعة موعد جديد مع الفرح والسهر هذا العام، من يدري فكل شيء وارد في كرة القدم السعودية.
ليس الأمر مقتصرًا على المنافسات المحلية، ولكن حتى على مستوى المنافسة الدولية المنتخب السعودي يصل لكأس العالم مرتين متتاليتين بعد غياب 12 عامًا، وليس ذلك فحسب، بل ويتصدر بأعلى حصيلة نقطية له في تاريخه، ويتأهل قبل نهاية التصفيات بجولتين. والهلال يتربع على عرش آسيا مرتين 2019 و2021 بعد أن كانت هذه البطولة الآسيوية صعبة قوية على كل الأندية السعودية.