إعلاميون من عالم آخر
يدلي الكثير من الإعلاميين السعوديين برأيهم بالتفصيل في الكثير من القضايا القانونية التي تتولاها اللجان القضائية في الكرة السعودية، ويستشهدون باللوائح وبنودها وتفصيلاتها ويحللونها حتى يخيل إليك أنهم رجال قانون لا إعلام وهو أمر غير مقبول.
التخصص أمر مطلوب حين تريد الخوض كثيرًا وتفصيلًا في أي مجال، وتشرح وتستشهد فيه فمن غير المقبول أن يتحدث إعلامي عن القضايا القانونية ويحكم برأيه فيها وكأنه رجل قانون، كما نرفض كإعلاميين احترفنا هذه المهنة تخصصًا وممارسة أن ينظّر علينا آخرون ولو كانوا منتسبين للوسط الرياضي في الإعلام.
أتابع ما يحدث بين الإعلام الهلالي والنصراوي حاليًا بعد الحكم في قضية اللاعب محمد كنو، الذي وقع عقدين مع النصر والهلال، وأتعجب كثيرًا من طرحهم وتحولهم فجأة لرجال قانون يقدمون لنا الدلائل واللوائح والبنود بالتفصيل التي تؤيد الأحكام الصادرة من غرفة فض المنازعات أو ترفضها، وأعلم يقينًا أن ما يقدمونه للمتلقي سواء في البرامج الرياضية أو في المقالات الصحفية أو في حساباتهم عبر السوشال ميديا إنما هو نقل عن مصدر ومسؤول في الجانب الهلالي أو النصراوي ولكنهم لا يذكرون ذلك، وهنا يحولون أنفسهم لعباقرة وأشخاص خارجين ملمين بأكثر من مجال ومتخصصين فيه في وقت يبحث العالم عن مثل هذه الكفاءات الخارقة التي ستوفر عليه الكثير ولا يجدها.
لا مشكلة لدي أن يدلي الإعلامي برأي شخصي عام دون تفصيل في القضية، مثله مثل غيره من الجماهير الرياضية التي قد تقول رأيها في كل مكان حتى في الاستراحات والمقاهي والاجتماعات الخاصة، مثل أن تقول لا توجد قضية بدون حكم ولابد من مخطئ سواء المدعي أو المدعى عليه ولا مشكلة لدي أن تتحدث في الأمور البديهية والقضايا المعروفة أحكامها، مثل أنه لا يمكن أن يكون هناك توقيع لعقدين دون عقوبة على الموقع، ولكن أن تقدم نفسك سنين طويلة كإعلامي ثم فجأة تتحول لرجل خارق يفهم في القانون وتفاصيله ولوائحه الرياضي والعام فيها، فهو أمر يدعو لأن نقول لك توقف أو كن جريئًا وانسب كل ما تقوله من رأي في القضية لمن لقنك ذلك من أطراف القضية، حتى وإن لم تسميهم فيحق لك القول أن مسؤولًا نصراويًا أو هلاليًا دون أن تسميه أخبرني بذلك.
رسالة للزملاء الإعلاميين كما لا نقبل أن ينظر علينا أحد عن الإعلام من غير المتخصصين فيه فمن الأولى أن لا نسمح لنا في التحدث بالتفاصيل والتنظير في المجالات الأخرى.