البطولة
بيد الاتحاد
ما لم يرفضها
من الصفوف الخلفية قفز الهلال إلى الواجهة، واستطاع أن يقلص الفارق بينه وبين الاتحاد إلى ثلاثة نقاط فقط، بعدما تغلب على المتصدر في عقر داره وبين جماهيره، رغم غياب كاريلو وكويلار وكنو، ورغم الإرهاق الذي يعاني منه الفريق، والانعكاسات النفسية لضياع بطولة كأس الملك، ولا غرابة، فهذا هو الهلال، الذي بعث برسالة عبر هذه المباراة إلى جماهيره بأنه بخير، وأنه قادر على تجاوز أبها والفتح والفيصلي، ليصل إلى النقطة (67) على أمل أن يتعثر الاتحاد ليظفر بلقب الدوري.
أما الاتحاد فلقد كان قاب قوسين أو أدنى من حسم اللقب مبكرًا، ولكنه في المنعطف الأهم راح يفرط في النقاط بشكل غريب، حيث تعادل مع الفتح برباعية، ثم خسر أمام الهلال بثلاثية، أي أن شباكه استقبلت سبعة أهداف في مباراتين فقط، ما يثير علامة استفهام كبيرة حول أداء الدفاع الاتحادي ومدى قدرته على الذود عن مرماه في المباريات الثلاث القادمة أمام الطائي والاتفاق والباطن، وهو الذي يحتاج إلى فوزين وتعادل ليصل إلى النقطة (68)، ويقطع الطريق على الهلال.
البطولة بالأرقام، ورغم خسارة الاتحاد في الكلاسيكو ما زالت في متناول يد الاتحاديين، ففريقهم متقدم على الهلال بثلاثة نقاط، ولكنه للأسف لا يقاتل للحصول على اللقب، فلاعبوه لا يؤدون بالشكل المطلوب، ويتفننون في ضياع الفرص السهلة، ويستقبلون أهدافًا من أخطاء بدائية وسط غياب روح الاتحاد، ويكملها المدرب باختراعاته عندما يشرك العبود في مركز الظهير الأيمن، كما حدث أمام الهلال، فأربك خط الدفاع، وأصر على زياد، رغم تراجع مستواه، كما أن تدخلاته لم تكن فاعلة أثناء المباراة، وأحيانًا لا ترى فكرًا تدريبيًا داخل الملعب.
وفيما إذا أضاع الاتحاد هذا اللقب، أتصور أنه لن يحصل عليه في المستقبل القريب، لأن الفرصة التي أتيحت له لن تتاح له مستقبلًا، فالنصر سيكون أكثر جاهزية وسيستفيد من الأخطاء التي وقع فيها، ليقدم فريقًا يبحث عن البطولات، ولا سيما أنه يمتلك قوة شرائية عالية، والهلال يبقى دائمًا في دائرة المنافسة، وبالتالي على الاتحاديين العمل على عدم ضياع الفرصة الذهبية التي بين أيديهم، فاللاعبون يجب أن يستشعروا المسؤولية، والإدارة والجهاز الإداري يجب أن يقوموا بدورهم على الوجه المطلوب من حيث الإعداد والتهيئة النفسية، كما أن الحبل يجب ألّا يترك على الغارب بالنسبة للمدرب، فلا بد من مناقشته ومساءلته في الأخطاء التي يرتكبها.