اللقب لـ «أروقيت» أم لعميد الصدارة؟
انقلبت موازين المنافسة على لقب الدوري في الجولة 28 من الدوري السعودي قبل توقفه وعودته من جديد بعد أكثر من أسبوعين لاستكمال الجولتين الأخيرتين والحاسمتين، فخرج النصر بتعادله مع الأهلي من سباق المنافسة نهائيًا، فيما تساوت حظوظ الهلال والاتحاد، بعد فوز الأول على أبها وخسارة العميد من الطائي.
ومن خلال التفاعل الجماهيري بعد أحداث الجولة، يرى كثيرون أن اللقب أصبح هلاليًّا بحكم تفوقه في المواجهات المباشرة مع الاتحاد، التي بها يحسم اللقب في حال تساويهما في النقاط كما هو حاليًا، فيما تسلل الإحباط لجماهير الاتحاد العريضة بعد أن تساوت الحظوظ في وقت كان الاتحاد يغرد وحيدًا وبفوارق نقطية كبيرة عن منافسيه في الجولات الماضية.
كلا الجانبين تسوقه العواطف غالبًا وإلا فإن المنطق يقول عكس ذلك، فما زالت الفرص متساوية وما زال الملعب هو الحكم والفاصل بينهما في الجولتين المتبقيتين، الهلال يواجه الفتح والفيصلي وهما أفضل فنيًّا وبمراحل من الفريقين اللذين سيواجههما خصمه الاتحاد، وهما الاتفاق والباطن الذي قد يصل للقائه الأخير معلنًا الهبوط رسميًّا ومستسلمًا أقول ربما. إن استسلم الهلاليون لتفوقهم على الاتحاد وسلموا بقربهم من الحصول على الدوري فالتعثر ينتظرهم في اللقاء الأول تحديدًا أمام الفتح صاحب المواقف التاريخية الصعبة معهم، وإن استمروا في انطلاقتهم وتركيزهم داخل الملعب كما حدث في اللقاءين الفاصلين لهما أخيرًا أمام الاتحاد وأبها فسيظفرون باللقب الأصعب في تاريخهم، كيف لا وهم سطروا انطلاقة الحصان العالمي الشهير “أروقيت” الذي ما زالت ميادين الفروسية العالمية تتذكر انطلاقته من المراكز الأخيرة في الأمتار الأخيرة حتى تجاوز منافسيه الذين كانوا على وشك الحصول على الذهب ويحقق الكأس العالمية والإنجاز التاريخي. في المقابل، إن تسلل الإحباط للاعبي الاتحاد وأنصاره وتمكن منهم فقد يخدمون الهلال خدمات أكثر بتعثرهم مباشرة أمام الاتفاق الباحث عن طوق النجاة في الجولة المقبلة، أما إن استبسلوا للحفاظ على صدارتهم الحالية التي تمسكوا بها أكثر من خمسة أشهر من الدوري هذا الموسم فاللقب كفيل بأن يأتيهم، فتعثر خصمهم وارد جدًّا كما ذكرت، وإن لم يحدث ذلك فسيكون العميد قدَّم درسًا لكل الفرق في كيفية العودة السريعة للأبطال وللتاريخ بعد عامين نافس خلالهما على الهبوط، وعليه لا بد أن يفخر المشجع الاتحادي بناديه في كلتا الحالتين ويتعامل مع فريقه كبطل توج باللقب أم لم يتوج.
الكرة ما زالت في ملعبكم أيها الاتحاديون للمنافسة على اللقب، ولكن لا تحاولوا أن تهدموا كل ما تم بناؤه بهذه السرعة وتبدؤوا من الصفر من جديد.