3 مشكلات
لا يمكن حلها
في المنتخب
جودة اللاعب السعودي ازدادت، وثقافته التكتيكية توسعت، وبدا بشكل ملاحظ تطور أدائه في المنتخبات السعودية من حيث السيطرة على الكرة، والتحرك بدونها وفي الاستلام والتسليم والانتشار وسط الملعب وأطرافه بصورة نموذجية.
لكن قيمة “المنتخب” وسمعة الكرة السعودية وتاريخها تجاوز نقطة الاحتفاء بجودة اللاعب على أهميتها، إلى ما الذي يمكن أن يصنعه ذلك من منجزات تضاف إلى ما سبق تحقيقه، ومنها ما فعله هذا الجيل نفسه بتأهله للمونديال السابق في روسيا 2018م والمقبل في قطر 2022م.
المنتخب في المونديال أو أي مشاركة لن يلبي طلباتنا إلا إذا كانت مبنية على أساس صحيح، يبدأ بمعرفة المنتخب قبل منافسيه، ويعترف بإمكانية المنافسين وحجم الفوارق ويضعها في ميزان التحليل والتوقع، كذلك عند تساويها لا نلغي قواعد التنافس والظروف والمؤثرات الخارجية.
الجميع يفعل ذلك مع ناديه عند تراجع في المستوى أو خسارة لتجاوز هذا المطب، كذلك يفعل مع أخطاء ارتكبها لاعب ناديه، بل ويدافع عنه ليحفظه من الإحباط أو نيل العقوبة، وبهذا يمكن للقاطرة أن تسير، كذلك نريد أن نفعل جميعنا مع المنتخب وعناصره.
القلق على ما يمكن أن يحدث للمنتخب في المونديال المقبل مشروع، كذلك التطلع لأن تكون مشاركة جيدة، الاختلاف في ما هو توصيف الجيد وحدود التطلع، من ناحيتي، وهذه قناعة أرددها في مثل هذه الحالة، هو أن أبدأ المشاركة وأنهيها دون أن تسجل في حقي نقاط سوداء فنيًا وسلوكيًا.
تبقى النتائج التي يقيس عليها البعض نجاح وفشل أي مشاركة، وأرى أنها بالنسبة للمنتخب السعودي يمكن اعتمادها في البطولات الإقليمية والقارية، أما الدولية ومنها “المونديال” فإن المشاركة بحد ذاتها إنجاز، ولعب المباريات بشكل تنافسي يراعى فيه الفوارق مقبول، وعلى سبيل المثال أنا لا أطالب بالفوز على الأرجنتين أو المكسيك ولا بولندا، لكن أنتظر كيف سنلعب أمامهم، وأتمنى الفوز عليهم جميعًا.
الكرة السعودية في هذه المرحلة لم تجُد لنا بلاعبين في قلب الدفاع ولا قلب هجوم، وبخيلة في مركز الحراسة، هذا تفسير بسيط لافتقاد قائمة المنتخب لهم والاضطرار للدخول في منافسات “المونديال” دون حراسة جيدة، وبمتوسط دفاع وقلب هجوم ضعيفين، ولا يتوفر بدائل لهم حتى تاريخه... لا زال الحل فقط في رسم المدرب وتكتيكه للتقليل من مضار المشكلات الثلاث.