العب
وتعلم معا
كثيرٌ من الرياضيين، بسبب الدخل المالي العالي من الاحتراف الرياضي، لا يهتمون بالتحصيل العلمي، على الرغم من نسبة الذكاء العالي الذي يتميزون به، في حين أن كثيرًا من المشاهير في الرياضة يجرون توازنًا ما بين الاحتراف الرياضي، والدراسة الأكاديمية من خلال أنظمة تعليمية، لا تتطلب الحضور اليومي إلى قاعة الدراسة “التعليم عن بُعد”.
المال والشهادة سلاحان مهمَّان لأي رياضي في المستقبل بعد الاعتزال، والجمع بينهما يعزِّز من فرص عيشه حياةً أفضل.
هل الرياضيون أذكياء أم أغبياء؟!
هذه القضية أُشبِعَت أبحاثًا علمية، خاصةً حول ارتباط النشاط البدني بالقدرات العقلية، وفي موقع “عالم الأبحاث والدراسات العلمية”، ترجمة داليا رشوان، تجدون هذا البحث، وتفاصيله: “دراسةٌ شملت 1.2 مليون رجل سويدي، يقضون فترة الخدمة العسكرية، ووُلِدُوا ما بين عامي 1950 و1976، وقد حلَّل مجموعةٌ من الباحثين نتائج الاختبارات البدنية واختبارات الذكاء، وأظهرت الدراسة رابطًا واضحًا بين اللياقة البدنية الجيدة وأفضل النتائج في اختبارات الذكاء، وأقوى الروابط كانت مع التفكير المنطقي، والفهم اللفظي، لكنَّ اللياقة البدنية فقط هي التي لعبت دورها في النتائج وليست القوة البدنية”.
يقول مايكل نيلسون، الأستاذ في أكاديمية “سهلجرينسكا” وكبير الأطباء في مستشفى جامعة “سهلجرينسكا”: “اللياقة البدنية تعني أن لديك قلبًا سليمًا، ورئة ذات قدرة جيدة، وعقلك يصله كثيرٌ من الأوكسجين. ربما هذا هو أحد الأسباب التي تمكِّننا من رؤية رابط واضح مع اللياقة البدنية، وليس مع القوة البدنية، كما نرى أيضًا أن هناك عوامل نمو مهمة”. وبتحليل البيانات الخاصة بالتوائم، استطاع الباحثون القول: إن العوامل البيئية هي التي تفسِّر الرابط بين اللياقة البدنية ومعدل الذكاء المرتفع، وليس الجينات.
وتقول ماريا أبرج، الباحثة في أكاديمية “سهلجرينسكا” والطبيبة في مركز “أبي” الصحي: “لقد ظهر أيضًا أن المراهقين الذين يحسِّنون لياقتهم البدنية بين سن 15 و18 عامًا، يرفعون من أدائهم الإدراكي، ما يعني أن التربية الرياضية يجب أن تكون محل اهتمام في المدارس، بل هي حاجة ضرورية، لا يمكن الاستغناء عنها إذا ما أردنا للطلبة درجات مرتفعة في مادة الرياضيات والمواد النظرية الأخرى”.
لا يبقى إلا أن أقول:
الباحثون قارنوا أيضًا بين نتائج اللياقة البدنية أثناء الخدمة العسكرية والحالة الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء الرجال في وقت لاحق من حياتهم، فوجدوا أن اللائقين بدنيًّا في عمر 18 عامًا، كانت لديهم احتمالات أكبر لدخول الجامعة، والحصول على تعليم عالٍ، وتأمين وظائف ذات مؤهلات مرتفعة.