آل أبو سراح والمتحمي يحتضنونهم في قصور الأجداد حصون الـ 200 عام..
نُزل مصطافي عسير
أسهم ترميم وتأهيل عدة حصون وقصور أثرية تاريخية يعود بعضها إلى أكثر من 200 عام في تصدر منطقة عسير جنوب السعودية المشهد السياحي الصيفي، وأصبحت تعج المقاهي العصرية المستحدثة فيها بعد ترميمها بكثيرٍ من زوار الداخل والخارج، وفق جولة لـ “الرياضية” أمس.
وتضم القصور التاريخية نُزلًا تم تأثيثها بالمكونات التقليدية المستخدمة قديمًا، لتصبح مقصدًا لكثير من السيّاح لقضاء فترة سكنهم فيها، بعيدًا عن الفنادق العالمية، من خلال تأجير غرف للسكن اليومي، إضافة إلى المقاهي المتنوعة التي تقدم المشروبات الساخنة والباردة.
وبرزت خلال صيف العام الجاري عدة حصون أثرية أُعيد ترميمها وتأهيلها بواسطة الأهالي لاستقبال الزوار والسياح من داخل منطقة عسير وخارجها مثل قصور آل أبو نقطة المتحمي في مركز “طبب” شمال غربي مدينة أبها، وقصور “آل أبو سراح” في قرية ”العزيزة” التابعة لمركز السودة، إضافة إلى قصر “لهج” الواقع في قرية “الدارة” في أبها.
وتُعدُّ قصور “آل أبو سراح” من أبرز الوجهات السياحية التراثية في منطقة عسير، وتقع في الغرب من مدينة أبها وتتوسط قرية “العزيزة” المحاذية لمرتفعات السودة، ويتجاوز عمرها الـ 200 عام، وتتكون من ثلاثة مبانٍ: قصر وازع، قصر عزيز، وحصن المصلى، وكل منها بستة طوابق، وحصن المصلى من ثلاثة طوابق مبنية من الحجر وخشب العرعر، ومغطاة بمادة القضاض من الخارج. أما قصور “آل أبو نقطة المتحمي” فتخصصت بالنزل التراثية التي تمزج بين متطلبات العصر، وهوية المكان، ومواقع لبيع المنتجات المتنوعة، مثل الأزياء التقليدية، ومخبز بلدي يقدم مأكولات شعبية، ومقهيان أحدهما قديم والآخر عصري.
وتحتضن كثير من الحصون داخل أسوارها عددًا من المدافن متنوعة الأحجام والأعماق، ويتراوح عمقها ما بين 2 ـ 3 أمتار، وعرضها بين 6 ـ 15 مترًا، حيث كانت تستخدم لدفن المحاصيل الزراعية للمحافظة عليها، وتخزينها أعوامًا طويلة، إضافة إلى استخدامها أيضًا لإخفاء الذخائر أثناء المواجهات والحروب، وفقًا للقائمين عليها.
وأشارت إحصائية لهيئة التراث أخيرًا إلى أن منطقة عسير تضم 4275 قرية تراثية، يتجاوز عمر بعضها 500 عام، إضافة إلى تسجيل 651 موقعًا في السجل الوطني لآثار احتوت على أحجار ونقوش ورسومات يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام.