حوكمة
أكثر شفافية
تولي وزارة الرياضة اهتمامًا كبيرًا بالحوكمة التي يقول أهرينز ورودولف عن أهميتها في المنظمات بمختلف أنواعها: “لا يمكن تحقيق سبل العيش المستدامة والحد من التعرض للمخاطر إلا إذا كان هناك حوكمة تقوم على المساءلة والمشاركة والقدرة على التنبؤ والشفافية وتفرض تنفيذ وإنفاذ السياسات العامة التي تؤدي إلى التنمية وتدعم الحد من المخاطر”.
وقبل أيام أعلنت الأندية السعودية عن ميزانياتها للسنة المالية المنتهية في 30 جون 2022م، فأوضح نادي الهلال أن هناك فائض في الميزانية يقدر بمبلغ (66.9) مليون ريال حيث بلغت إيرادات النادي (706.9) مليون في حين كانت المصروفات (640) مليونًا، بينما أفاد نادي النصر بأن هناك فائض في الميزانية يقدر بحوالي (22) مليونًا إذ بلغ إجمالي الإيرادات (477.5) مليون في الوقت الذي بلغت فيه المصروفات (455.4)، أما الشباب فكانت إيراداته (192) مليونًا وتجاوزت مصروفاته (221) فنتج عن ذلك عجز بمبلغ (29) مليونًا، وكان نادي الاتحاد قد أعلن عن عجز تجاوز المئة مليون حيث بلغت الإيرادات (338.9) مليون في حين كانت المصروفات (439.2) مليون.
ولكن بواقعية هذه الأرقام مبهمة وغير مقنعة للمتمعن ولا تتوافق مع حيثيات الحوكمة، فمن أين أتت الإيرادات وكيف وفيما أنفقت المصروفات؟ وما هي تفاصيل (أخرى و متفرقة)، فعلى سبيل المثال في تقريره السنوي يوضح نادي ليفربول أن إيراداته حتى 31 مايو 2021 بلغت (487.4) مليون جنيه إسترليني حيث كان النقل التلفزيوني صاحب الرقم الأعلى بين الإيرادات بمبلغ (266.2) مليون جنيه إسترليني، أما الإيرادات التجارية مثل الإعلانات والرعاية ومبيعات المنتجات فبلغت (217.6) مليون جنيه إسترليني، في حين كانت مبيعات يوم المباراة (3.6) مليون جنيه إسترليني، ولقد سجلت تراجعًا كبيرًا في ظل التأثر بكوفيد 19 والبروتوكولات التي تزامنت مع تلك الفترة لمواجهة الوباء.
جميل أن تلتزم الأندية بعقد الجمعيات العمومية، وجميل أن تعرض ميزانياتها على الملأ، وهو أمر للإنصاف لم يكن معمول به في السابق، ولكن الأجمل أن تتسم هذه الميزانيات بالشفافية والوضوح استجابة لمتطلبات الحوكمة، ولضمان الجودة والتميز في أداء الأندية السعودية.
ومضة: يقول رئيس نادي بايرن ميونيخ هيربرت هاينر في خضم حديثه عن الحوكمة: “الصداقات والتبعيات من شأنها أن تمنع الضوابط والتوازن الفعال للنادي، وبدلًا من ذلك من الواجب أن تتولى القيادات التي تتمتع بالشخصية والكفاءة مهام قيادة النادي مع ضرورة الاستعانة بأصحاب الخبرة والمستقلين والتنوع في الاختيار”.