استثناء
البلطان
في معظم التفاصيل، التي مرّت بعودة خالد البلطان إلى نادي الشباب، كان هناك كثير من الاستثناء له ولناديه. أولى تلك الاستثناءات كانت حالة “الإفراد” في الانتخابات وتمهيد الطريق له لتولّي مقعد رئاسة مجلس إدارة شيخ الأندية، دون تدقيق ودون منافسة. وثانيها الحُرّية المالية في كُرّاسة القميص الأبيض في التعاقد غير المحدود مع الرعاة، وعدم التقيّد بمعايير رابطة الدوري السعودي للمحترفين.
ثم كان هُناك الدعم المتكرّر في استقطاب لاعبين ومدربين مميّزين. وأخيرًا، وليس آخرًا، السماح للنادي الأبيض باستثمار الأرض العائدة ملكيتها لوزارة الرياضة عبر التأجير الطويل، والانتفاع بالعائد المالي على نحو مباشر.
وفي كل الحالات والتقدّم المالي للنادي العاصمي الكبير كان “أبو الوليد” كثير التلميح والتصريح بأن ناديه لا يحظى بما تحظى به الأندية الكبيرة، مثل النصر والأهلي والاتحاد والهلال، وهو مع بداية كل موسم يدفع بما لدى الشباب من جماهير إلى السير خلفه، وتبنّي موقفه في منهج الضغط على الجهات المموّلة للنادي.
ومع كل ما يطرحه خالد البلطان فإنّنا أمام حالة تستحق المُراجعة لنرى في أي حالة يكون “الليث”، بدءًا من تصريحاته أثناء البدء في الرئاسة ووعوده بإعادة فريق كرة القدم إلى البطولات، ثم التراجع بعد الإخفاق، والقول بأن الوضع المادي لا يسمح له بذلك، ثم عقد المؤتمرات الصحفية والأحاديث الإعلامية عن مقدرته بجلب رُعاة كُثر وتحقيقه لمستهدفات رؤية 2030، ثم يلي ذلك الطلب المُتكرّر من الجماهير بتقدير وضع النادي وضعفه من ناحية مالية، واضطراره لبيع عقود لاعبيه الكبار، ثم حديثه الآن عن أحقّيته بشريك مالي، وعجزه في حال لم يتم إلحاقه في ذلك بالأربعة جماهيرية.
وبالتمعّن في كل المراحل فإن نادي الشباب ليس غائبًا عن التقدير، وهو يحصل على ما تحصل عليه الأندية الأخرى، وربما أكثر، ومهما كان حديث رئيس مجلس إدارة نادي الشباب مُعطيًا تصوّرًا عن عدم حصوله على الدعم الكافي فإننا يجب ألاّ نلتفت لما يقول، وإن استمر في تغذية الجماهير بخطاب الضعف، فيستوجب توضيح حقيقة الحالة الشبابية والوضع المالي والإداري الدقيق لها. إنّ الشباب مؤهل للظهور بشكل ممتاز، وهو ينعم بما تحصل عليه الأندية كافة، لكن رئيسه في حال جمود انتظارًا للاستثناء.