اختيارات رينارد
والذكاء الاصطناعي
أكد مانشيني مدرب منتخب إيطاليا في حديثه خلال جلسة المؤتمر الفني الأول الذي نظمه اتحاد الكرة السعودي بأن كرة القدم بمفهومها الحديث أصبحت تعتمد بشكل كبير على التقنية والبيانات، وتلك حقيقة، فالفرق والمنتخبات العالمية ليس في لعبة كرة القدم وحدها بل في كل الألعاب باتت تعتمد على تفاعل الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence ورأس المال الفكري Intellectual Capital.
والحقيقة أن بداية التحول إلى الرقمنة في عالم الرياضة كانت في عام 2002 عندما اعتمد مدرب فريق أوكلاند للبيسبول بيلي بين على أسلوب التحليل الرقمي القائم على الإحصاءات والمقاييس التحليلية لأداء اللاعبين بدلًا من الأسلوب التقليدي، بهدف تكوين فريق يمكنه التنافس بشكل أفضل ضد المنافسين الأكثر ثراء وقوة في دوري البيسبول الأمريكي “MLB” فحقق نجاحًا كبيرًا، فكانت البداية الحقيقية لاستخدام التقنية في تطوير الأداء الرياضي.
ومما لا شك فيه أن تحليل البيانات عبر الذكاء الاصطناعي أصبح يلعب دورًا كبيرًا في عالم الرياضة في الوقت الراهن وتحديدًا في لعبة كرة القدم ونتائجها حيث تستخدم لاستخراج المعلومات المخفية في اللعبة، الأمر الذي يتيح لمديري الفرق واللاعبين فهم لعبتهم بشكل أفضل، والتعلم من أخطائهم، والتعرف على استراتيجيات الخصم ونقاط الضعف والقوة لديه، ما يمكن الفرق من أن تؤدي بشكل أفضل وتحقق نتائج جيدة.
ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات التي تم الحصول عليها من الأجهزة القابلة للارتداء ومعدات الألعاب ومن الأجهزة الطرفية من خلال:
الحس: بحيث يقوم بتحليل الصور والفيديوهات.
التفكير المعرفي: ويشمل منصات التعلم الآلي ومنصات التعلم العميق.
الفعل: ليكون قابلًا للتنفيذ داخل المستطيل الأخضر.
ويقدم المخرجات في صيغة أرقام تساعد المدربين واللاعبين على تحسين الأداء، عبر التدريب والتوجيه، والتغذية، والإعداد البدني، والميكانيكية الحيوية، والمهارة، والإعداد الذهني، ومعالجة الإصابات، والتخطيط الاستراتيجي والتكتيكي للمباريات، واختيار العناصر. كما يساعد الإدارة على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب وبشكل أكثر كفاءة.
ولا أعلم حقيقة هل مدربنا رينارد وفريقه الفني ونحن على بُعد أيام من انطلاق كأس العالم ينتهجون أسلوب تحليل البيانات ويوظفون الذكاء الاصطناعي في اختيار اللاعبين وإعدادهم، وفي التعرف على نقاط الضعف ونقاط القوة لدى الخصوم، فإن كان كذلك فإنني أثق تمامًا في اللغة الرقمية، وإن لم يكن فأخشى ألا تكون النتائج مرضية، وفي هذه الحالة من المفترض أن نعد خطة بديلة من الآن.
والله أسأل التوفيق لمنتخبنا الوطني.