ارحل
يا أنمار
قبل أسابيع تحدثت عن الحوكمة وقلت إنها عبارة عن إدارة متسقة تعتمد على أنظمة واضحة وسياسات متماسكة وقرارات مسؤولة مبنية على قوانين ومقرونة بالشفافية. وأكدت بأن وزارة الرياضة أقرت مشكورة مبادرة الحوكمة بهدف تطوير طريقة عمل الأندية السعودية عبر تطبيق أفضل معايير القواعد والسياسات والإجراءات لضمان الاستدامة الإدارية والمالية، وقلت بأنها تعتمد على خمسة ركائز:
الاستراتيجية والقيادة: وضع استراتيجية للنادي والإشراف على تنفيذها.
الالتزام والتحكم والمراقبة: الامتثال للأنظمة والقوانين الرياضية والمؤسسية.
الإدارة المالية: إدارة العمليات المالية للنادي مع الالتزامات الائتمانية.
الأنشطة التسويقية والفعاليات: وضع خطة تسويق وترفيه للنادي ولجماهيره.
الإدارة والتشغيل: الخطط الاستراتيجية لأقسام النادي وإنجازاته. ويوم الاثنين الماضي أصدرت وزارة الرياضة تقييم الحوكمة للربع الأول من الموسم الرياضي 2022ـ2023 حل فيه الاتحاد ضمن الفئة (ج)، وفي آخر القائمة التي تضم اثني عشر فريقًا من بينهم فرق بالدرجة الأولى، والأمرّ والأدهى أنه غير مؤهل وبالتالي كان نصيبه من الدعم (صفر).
ولو تعمقنا في ركائز تقييم الحوكمة بنادي الاتحاد لوجدنا أن الإدارة المالية كان رقمًا كوارثيًا حيث بلغ (2.53)، وهناك ضعف في الأنشطة التسويقية والفعاليات (4.38)، كما أن الالتزام والتحكم والرقابة كانت على الحافة (5)، أما الاستراتيجية والقيادة فكانت عبورًا بتقدير مقبول (5.43)، ولربما العمل المقبول هو الإدارة والتشغيل (6.31)، ولكن الحصيلة الإجمالية كانت (4.73) وبالتالي خسر الاتحاد (5) ملايين.
وسوف أناقش هذا الإخفاق من جانبين أولهما جانب أداء إدارة الاتحاد -مع احترامي للأشخاص- فمن الواضح أنها فقدت السيطرة، فالقضايا تتوالى والديون تتراكم والإخفاقات تأتي تباعًا، ولو استمر هذا الوضع فسينعكس على النتائج ولربما تصدر قرارات تعصف بعميد الأندية السعودية، لذلك أنصح إدارة أنمار الحائلي بأن تُكوّن فريق إنقاذ يساعدها على الخروج من جملة المشاكل التي وقعت فيها وأن تعلن عن رحيلها في نهاية فترتها الحالية إذا كانت تكن مكانة للاتحاد.
وعلى الجانب الآخر وفي ما يتعلق بدور وزارة الرياضة فالحقيقة أنا أستغرب إذا كانت هناك إدارة أداؤها سيئًا ماليًا وغير مقنع في جوانب مهمة مثل الاستراتيجية والقيادة والالتزام والتحكم والرقابة والتسويق والفعاليات، فلماذا تستمر في قيادة النادي والحديث عن مؤسسات رياضية تملكها الدولة -أعزها الله-؟! فإدارة لا تفلح في تحقيق متطلبات الحوكمة وبالتالي لا تحصل على الدعم -بصراحة هدفها مصلحة رياضة الوطن- غير جديرة بقيادة النادي، أما الحرمان من الدعم فهو مضرة للكيان ولا يضير الأشخاص.