كلام
في المونديال
ـ أكتب هذا المقال قبل انطلاق مونديال قطر 2022 بساعة واحدة، وأنا من المتفائلين بأن أخضرنا سيقدم مستوى مشّرفًا، ليس حماسًا بل معطيات أرى أنها واقعية.
لدينا لاعبون متميزون وذوو خبرة خاضوا عشرات المباريات الدولية، ونصفهم شاركوا في كأس العالم 2018، حتى منتخب الأرجنتين في مباراتهم الافتتاحية سبق ولعبوا ضده، ولا أقول إن منتخبنا يستطيع الفوز على الأرجنتين، ومن يدري فقد يصنع مفاجأة، لكني أقول إن بإمكانه تقديم مستوى كبير قد يوصله للتعادل، وفي حال الخسارة فهناك مباراتان بإمكانه الفوز بهما إذا ما قدم مستوى كبيرًا في مناسبة كبيرة لا تحتمل إلا تقديم أفضل ما لدى اللاعبين. متفائل أيضًا بالمنتخب المغربي، وأظن أنه قادر على الذهاب بعيدًا، شرط أن يدخل لاعبوه في انسجام مع بعضهم، ولو تحقق هذا الشرط فسنراه في دور الـ 16 على أقل تقدير، لأن المنتخب المغربي لديه لاعبون متميزون في أشهر الأندية الأوروبية، لكن الذي ينقصهم انسجام يشبه انسجامهم في مونديال 1998. أما المنتخب التونسي فهو لغز محير لم أستطع حله، فهو في شوط فريق كبير، وشوط آخر فريق مختلف عن الذي لعب في الشوط السابق، وفي مباراة يقدم عرضًا قويًّا، وفي المباراة التالية يقدم عرضًا ضعيفًا. أتمنى في هذه النسخة أن يصنع لنا فرحة يقدمها للتوانسة وكل العرب.
ـ الجيد في كأس العالم 2022 أن التوقعات مفتوحة لنيل اللقب، وكانت كأس العالم تنحصر بين أربع فرق مرشحة لنيلها، البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين، هذه المرة يضاف الإنجليز والهولنديون والإسبان، وقرأت تصريحًا لنجم الكرة الألمانية السابق يورجن كلينسمان قال فيه (إن نسخة مونديال قطر ستكون مليئة بالمفاجآت، وأن منتخبات غير مرشحة قد تذهب بعيدًا في البطولة، ربما يكون منتخبًا إفريقيًّا أو آسيويًّا، إذا كان يتمتع بالشجاعة، وأضاف كلينسمان: ليست كأس العالم نسخة للتقوقع في الدفاع، بل هي تشجع على أن تكون شجاعًا وتتقدم إلى الأمام، لا أعتقد أنك تستطيع الذهاب بعيدًا إذا اعتمدت أسلوبًا دفاعيًّا بحتًا)، عندما قرأت تصريح كلينسمان تذكرت ما قاله ماجد عبد الله عن أسباب تميّز الأخضر السعودي في مونديال 94، قال ماجد في برنامج في المرمى على العربية (كانت الشجاعة أهم أسلحتنا في مونديال أمريكا). والحقيقة أن كلينسمان وماجد على حق، فطالما كانت الشجاعة سلاحًا ناجحًا، ليس في كرة القدم فقط، بل في شتى نواحي الحياة.
ـ لو كان المنتخب الإيطالي حاضرًا في البطولة لرشحته لنيل اللقب، لم أرشحه إلا مرتين ولم يخذل توقعاتي، مرة عندما نال لقب كأس العالم 2006، ومرة عندما حقق البطولة الأوروبية 2020. ولكي تعرف مستوى المنتخب الإيطالي عليك أن تعرف مستوى اليوفي والميلان، فإذا كانا في أفضل حالاتهما فالبطولة على الأغلب إيطالية. من الصعب في هذه البطولة تخمين الفريق الفائز، الإنجليز والأرجنتينيون في أفضل حالاتهم، والإسبان لديهم 8 لاعبين من برشلونة، وهذا دليل على انسجام اللاعبين، وهولندا ترى أن حصولها على اللقب تحقيق للعدالة، ومن يدري فقد نشاهد بطلًا جديدًا.