كلام
في المونديال
أكتب قبل بدء مباراتنا مع المكسيك بثلاث ساعات، طلبت من الزملاء تأجيل إرسال المقال حتى نهاية المباراة لكن ظروف طباعة الصفحة لا تسمح. وآمل أن يظهر هذا المقال ويكون أخضرنا فائزًا، واللاعبون يدركون ما معنى أن يفوزوا في هذه المباراة، ليست ثلاث نقاط وصعودًا للدور المقبل فقط، بل فرحة سعودية وعربية ولكل محبي الأخضر والمملكة في العالم. الآن وبعد عشرة أيام من المونديال أقول إن كرة القدم أكبر من أن تكون لعبة رياضية، فهناك عشرات الألعاب التي تفوز بها المنتخبات لكنها لا تصنع الفرحة كما تصنعها كرة القدم، لا أعرف السر الذي جعلها لعبة تثير الصغير والكبير، وتوحد في لحظة كل المشاعر والفوارق. أدرك أن منتخب المكسيك قوي، وهو فريق عنيد وله صولاته وجولاته، لكننا الآن وبتوفيق الله جاهزون لتجاوزه. آمل أن أقرأ سطور المقال عندما تصدر الصحيفة ويكون الأخضر قد تأهل إلى دور الـ16.
كتبت قبل أيام عن المنتخب التونسي وتشجيعي له منذ 20 عامًا في بطولات كأس العالم وإفريقيا، وكيف أنني إلى هذه اللحظة لا أعرف السبب الذي يجعله يتألق في مباراة ويفوز بجدارة، ويخسر في المباراة التالية بطريقة لا تشير أبدًا إلى أن هذا الفريق الذي يخسر هذه المباراة بسهولة هو نفسه الفريق القوي الذي فاز في المباراة السابقة، لذلك قلت إنه منتخب محيّر، لأن مستواه متغير في كل بطولة يشترك فيها، تعادل مع الدنمارك القوية، وخسر من أستراليا العادية، وفاز على فرنسا الأقوى!.
أحببت منتخب الإكوادور الذي غادر البطولة مبكرًا، وتمنيت لو أنه تأهل إلى دور الـ 16، كان فيه شيء يجذبني إليه، لم أعرف ما هو، حتى قرأت بالأمس تغريدة لفهد عافت عن منتخب الإكوادور، أتصور أن ما كتبه أديبنا الكبير هو أجمل وصف قيل في المنتخب الإكوادوري في هذا المونديال، وتمنيت لو أن أحدًا ترجم لهم ما كتب (الإكوادور فريق ممتع، يلعب بحريّة وشجاعة وبراءة! يُعيد كرة القدم إلى طبيعتها البِكْر. طبيعتها الأولى، قبل التعقيد والتحديد!. أتمنى ألا تخذلهم كرة القدم، ويا رب يتأهلون).
هل لمست الكرة رأس رونالدو؟ هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي طرحت في صحافة كأس العالم، الفيفا منحت الهدف إلى زميله برونو فرنانديز، وشركة أديداس المصنعة للكرة أشارت إلى أن الكرة لم تلمس رأس رونالدو، وأن الكُرات التي صنعتها فيها حساسات لا تخطئ ولا تكذب، سألني أحد الأصدقاء إن كنت أرى أن الكرة لمست رأس رونالدو فأجبت بأنه لم يلمسها لأنه لم يحتفل بطريقته المعتادة بعد دخول الكرة المرمى. أما سبب هذه الضجة حول الهدف فأسبابها بعيدة عن مجريات المباراة، فالهدف لم يكن هدفًا حاسمًا، لكن ما حدث كان مع رونالدو، ولو حصل هذا الأمر مع غيره باستثناء ميسي، لما أثيرت كل هذه الضجة.