شكرا
للأخضر
شكرًا لكل من ساهم في ظهور المنتخب بهذا المستوى المشرّف، خرجنا من الدور الأول ولكن ليس كمنتخب جاء للمشاركة بل للمنافسة، ولا أقول للحصول على كأس العالم أو الوصول إلى دور الـ 4، ولكن للصعود إلى دور الـ 16 وحتى دور الـ 8.
ومثلما خرجنا من الدور الأول كذلك خرجت الأوروجواي والدنمارك وستخرج أيضًا فرق كبيرة أخرى من نفس الدور، هذا نظام البطولة وهذه هي كرة القدم، لكنها المشاركة الأبرز بعد مونديال 94، وكان من الممكن أن تكون الأفضل لولا بعض الظروف التي طرأت مثل الإصابات، وأنا دائمًا أسمي الظروف بالحظ، ظروف جيدة تساعدك، وظروف سيئة تعرقل مسيرتك، وأتمنى من الجماهير أن تصفق للاعبين الذين قدّموا مستويات أغلبها يستحق التصفيق والتقدير، وألا يحولوا أسباب الخروج من المونديال إلى صراعات أندية، لا يمكن أن تصفق وتصف اللاعبين بالأبطال في حال الفوز فقط، الأبطال يخسرون أيضًا، حتى الكأس لا يحصل عليها إلا منتخب واحد، وهذا لا يعني أن الفرق الأخرى لا تستحق التصفيق والإعجاب. لقد أفرحني الأخضر بعد فوزه على الأرجنتين عدة أيام وأنا ممتن له، وأثار مشاعر الإعجاب والفخر عندما سيطر على مجريات مباراة بولندا، خسرناها نعم لكن بشجاعة وتخلٍ من الحظ. أما مباراة المكسيك فكانت بعد سلسلة من الإصابات، وخسرناها بفارق هدف، ومن لا يعرف منتخب المكسيك لا يعرف عن كؤوس العالم ولا يعرف عن كرة القدم في أمريكا الجنوبية، المكسيك القوية أيضًا خرجت معنا من نفس الدور. لم أشعر بخروج الأخضر في مونديال قطر بنفس مشاعر خروجنا عام 98. ولا بمشاعر مونديال 2002 وخسارتنا من الألمان بتلك النتيجة، هذه المرة نحن منتخب قوي لفت أنظار العالم، وحصل على إشادات عالمية بعد الفوز على الأرجنتين، وتعامل معه المنافسون بحذر شديد، لقد خرج الأخضر من مونديال قطر بمكاسب يجب أن تُذكر، وأرجو ألا يقوم البعض بطمر هذه المكاسب لمجرد خروجنا من الدور الأول. لا أحب المقارنات ولست من الذين يعجبون بكل ما هو غربي، أعتز بعروبتي وأعرف أن لدينا من الصفات ما يثير الإعجاب، ولكنني معجب بجماهير الكرة الأوروبية عندما تحيي فريقها بعد خسارته حتى بثلاثة وأربعة أهداف، شاهدتهم عشرات المرات على الشاشة وهم يصفقون لفريقهم بعد الخسارة، وأظنهم يعرفون أن الحب الحقيقي هو في الوقوف معك بكل حالاتك، عندما تفوز وتصنع الفرحة، وعندما تخسر وتحتاج للمساندة. شكرًا للأخضر السعودي أقولها بلسان كل عربي وغير عربي محب، لقد صنعتم لنا فرحة لن ننساها، أشبه بفرحتنا بمستوى 94. فرحة لم يكن ليعرفها من هم من مواليد منتصف التسعينيات لولا أنكم صنعتموها له في مونديال قطر 2022. سنبقى معكم.. في كل حالاتكم، لأننا نعرف بأنكم تشعرون بمسؤولية حمل الشعار ولون قمصانكم، والقادم بإذن الله أفضل.