نواف التمياط..
مقابل (11) مليونا.. تغيرت لائحة الاحتراف بسببه!
تطارده. تزعجه. لا تجعله يستمتع بلقاء محبوبته. في عز الحب بينهما تأتي بأبشع صورها وبأنيابها الحادة، لتغرسها في قدميه. عام (2008م) قرر التخلص من بشاعتها.
ودع حبيبته. ثم ذهب ليصفع تلك البشعة الصفعة الأخيرة. صدم محبوبته ومحبيه بقراره: اعتزل الكرة. مفاجئة غير سارة. لكنه ملّ من (آلام) الإصابات البشعة (ثلاث عمليات في الركبة!).
عام (2010) وقف بطل أوروبا نادي إنتر ميلان الإيطالي في وداعه في الرياض. ترجل الفارس عن جواده. سلم قميصه لمن كان يعتقد أنه خليفته (عبد العزيز الدوسري) لاعب الهلال السابق.
لا يمكن أن تذكر سيرة لاعب مثله دون أن توثق للأجيال قصة تغيير إحدى مواد لائحة الاحتراف (انتقال اللاعبين).
عندما فرض اتحاد الكرة، عام (2006م) تعديلًا أو تغييرًا في مواد لائحة انتقال اللاعبين المحترفين محليًا. برفع سن امتلاك اللاعب قرار انتقاله دون أخذ إذن ناديه (كما هو معمول به قبل التعديل) إلى تحديده بتجاوز سن (28 عامًا) للانتقال دون موافقة ناديه.
تساءل حينها كُثر من نقاد وجماهير عن غرابة القرار وتوقيته. خاصة أنه صدر وقت تقديم رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي عرضًا ضخمًا للاعب. يساوي رقم قميصه، (11) مليون ريال. لارتداء القميص المقلم بالأصفر والأسود!
عام (2002) دخل مفاوضات مع نادي (رواد كير كرادة الهولندي). قدم له عرضًا يوازي (25 مليون ريال) تقريبًا.
رفضت إدارة الأمير تركي بن سعود. غضب نواف وغادر المعسكر. مما عجل في إرضائه، بدفع مستحقاته المالية المتأخرة. لكن ضاعت فرصة الاحتراف خارجيًا.
ويشهد له التاريخ. أنه عندما ذهب إلى مدنية كير كرادة. لمناقشة احترافه وخلال المؤتمر رفض التمياط حضور صحفي إسرائيلي!!
ونشرت حينها وكالة الأنباء الفرنسية قصة الخبر:
في مؤتمر التمياط العالمي، اندس صحفي صهيوني يمثل صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بين حضور المؤتمر اسمه «ميخائيل يوخبن» حسبما ذكرته صحف إيطالية وفرنسية، وسأل النجم السعودي، بعد أن عرف بنفسه وصحيفته، ليفاجئه «نواف» سليل بأنه يرفض الإجابة على أية أسئلة له، بل ولا يقبل بوجوده في المؤتمر!
ومن منا لا يذكر لهذا النجم أيضًا، عندما انتشرت له قريبًا صور بقميص بدا فيه العلم الإسرائيلي مطموسًا، وذلك أثناء مشاركته في مباراة استعراضية بين “أساطير العرب” ضد “أساطير العالم” في قطر.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن لاعبًا سعوديًا بدا وكأنه طمس علم إسرائيل من قميصه الرسمي، الذي شارك به في المباراة استعراضية، التي نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على هامش بطولة كأس العرب 2021 المقامة في دولة قطر.
ارتدى الفريقان قمصانًا باللونين الأبيض والأزرق، مطبوع عليها أعلام جميع الدول الأعضاء الـ 211 في الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” منها علم إسرائيل.
أيضًا لا يمكن أن تمضي في الحديث عنه دون ذكر إنجازاته وإسهاماته مع ناديه والمنتخب الأول.
فقد شارك في تأهل المنتخب السعودي إلى 3 كؤوس عالم هي: 1998 و2002 و2006.
أما مع الهلال فأحرز (23 بطولة) مع ناديه محلية وخارجية.
تميز بإحرازه مع الهلال لسداسية البطولات موسم 2000 وكان هو اللاعب السوبر في ذلك العام، وله الفضل الكبير بعد الله في تحقيق الإنجاز الكبير.
ويعتبر اللاعب الوحيد مع ناديه الذي حقق جميع البطولات الخارجية (بجميع مسمياتها) ولن يتكرر هذا الإنجاز لأن كثير من البطولات الخارجية دمجت مع بعضها.
أما إنجازاته الشخصية فحدث بلا حرج. فقد جمع عام (2000) الألقاب من أقصاها إلى أقصاها:
أفضل لاعب آسيوي. أفضل لاعب عربي. أفضل لاعب سعودي.
ويحفظ له التاريخ أيضًا، أنه ثاني لاعب سعودي يتولى منصب رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد أحمد عيد. عندما تم تكليفه وهو نائب رئيس، بتولي منصب الرئيس مؤقتًا (2018). كما سبق له قبلها تولي رئاسة اللجنة الفنية باتحاد اللعبة.