2022-12-05 | 23:10 مقالات

تغريدات الطائر الأزرق

مشاركة الخبر      

اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق تويتر، ومع أن هناك حوالي 350 ألف تغريدة جديدة في الدقيقة الواحدة، إلاّ أن أكثرها ومنذ أسبوعين يدور حول مباريات كأس العالم، لا يترك الجمهور شيئًا لا يخوضون في تفاصيله، فيديوهات وصور المباراة، أخطاء الحكم وغرائب الجمهور، ردود المشجعين على بعضهم البعض، ومنذ أيام وأنا أتساءل: ماذا سنفعل بعد أن ينتهي كأس العالم؟ الإجابة طبعًا أننا سننشغل بالحياة، سنعود إلى ما كنا عليه من ركض لا يتوقف.
لماذا أعطينا مباريات كأس العالم كل هذا الوقت وهذا الاهتمام؟ أجوبة كثيرة مختلفة، وأبدأ بتغريدة لهاشم الجحدلي تجيب على هذا السؤال، هي ليست إجابة بل اكتشاف حسب ما غرد به الأستاذ هاشم (من أقسى ما اكتشفت.. أحيانًا يحتمون بكأس العالم ويُبدون قمة تعلقهم بأحداثها، وكل هذا ليس شغفًا بها، ولكن هربًا من واقعهم. حتى لا تنفرد أحزانهم بهم، أو تنكشف للآخرين وحشة عوالمهم وجفاف أحلامهم). أتفق جزئيًا مع مضمون التغريدة، متابعة مباراة كرة قدم تنسيك فواتير الكهرباء والماء، وقرض البنك، وكل ما يضغط عليك نفسيّا، شرط أن يكون مستوى المباراة عاليًا.
التغريدة التالية من حساب هندسة النحو، التغريدة طريفة وفيها ضوء على ما قد يكون منتشرًا دون أساس على صحته (جلس أحد الشيوخ بين طلابه يشرح (نونيّة القحطاني) فلما وصل إلى البيت القائل: لا تحشُ بطنك بالطعام تسمّناً. فجسوم أهل العلمِ غير سمانِ. وكان الشيخ سمينًا، فقال هذا البيت محل نظر). حساب ألبرت أنشتاين غرد بحكمة، ولست متأكدًا إن كان ألبرت هو فعلًا قائلها، بعض الحسابات بأسماء المشاهير يغردون دون أن يكتبوا المصدر، وبعضهم صار يروج لمنتجات تجارية، قرأت تغريدة لحساب شاعر جاهلي يعلن فيها عن توفر زيت زيتون عصرة أولى!
أعود لتغريدة ألبرت (ثق تمامًا بأن تقدير المعروف أهم من رده)، أتفق معك يا ألبرت، فأحيانًا لا نستطيع رد المعروف لكننا دائمًا نستطيع تقديره. فهد البقمي غرد معبرًا عن مليارات البشر عندما يتصلون بخدمة العملاء، وكيف أن الشركات لا تهتم بعملائها بالصورة المطلوبة، وتبحث عن توفير المال رغم أرباحها الكبيرة، ومع ذلك لا تهتم لسمعتها وخدمة العميل (بعض الشركات تتفنن في إخفاء خيار الاتصال بموظف خدمة العملاء! تحدد لغة عربية وبعده تبدأ عشرات الخيارات التي تدخلك في خدمة وتطلعك من أخرى دون الوصول للموظف، والمصيبة تسّوق لمنتجاتهم وتسمعها مضطر ! العميل اليوم يتصل على خدمة العملاء مضطرًا، ويحتاج إلى موظف يحل مشكلته ما هو نظام يضيّع وقته!) لا أعتقد أن مثل هذه الشركات ستتوقف عن الاستمرار بسوء خدمة عملائها إلا إذا شعرت بخطر المنافسة من شركات أخرى.
أخيرًا تغريدة لشاعرنا الدكتور صالح الشادي يفسر بها معنى كلمة فلسفة “كلمة (الفلسفة) مشتقة من اللفظ اليوناني فيلوسوفيا، وتعني حرفيًا (حب الحكمة) والحكمة هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، وتأتي الحكمة بمعنى العلم والتفقُه”. الآن عرفت معنى الفلسفة، وعرفت أني تفلسفت دون حكمة، وتفقهت دون علم. الله كريم.