أبو تريكة
متعصب للأخضر
يقول النجم المصري الكبير محمد أبو تريكة عبر قناة “بي إن سبورت” معلقًا على الإنجاز التاريخي العربي للمنتخب المغربي ووصوله إلى الدور ثمن النهائي في مونديال قطر 2022 “إن هذه أفضل نسخة للمشاركات العربية، رأينا ثلاثة أبطال للعالم يسقطون أمام المنتخبات العربية، بداية بالأرجنتين حين خسرت أمام السعودية، ثم تونس بعد أن تفوقت على فرنسا في دور المجموعات، والآن المغرب تعبر إسبانيا”.
هذا تعليق نجم عربي في قناة عربية عالمية يحتفي بمشاركة الأخضر في كأس العالم الحالية، والمستوى الرائع الذي أظهره في المباراتين الأولى أمام الأرجنتين وحتى الثانية رغم خسارته لها أمام بولندا، في الوقت الذي احتفى بعض الجمهور السعودي والإعلام الرياضي بالإنجاز التاريخي المغربي الذي أسعد كل العرب عبر الإساءة لمشاركة منتخب بلاده للأسف.
المشكلة الكبرى أننا نعلم أن كل تلك الإساءات يدفعها الميول والتعصب، وهنا لست أيضًا أُمجّد لمشاركة الأخضر ووصفها بالأفضل أو الخيالية، لكنها فعلًا ثاني أفضل مشاركة لنا من حيث المستوى والنتيجة بعد مونديال 94 الشهير والأول لأخضرنا، لكن كيف نبحث عن البناء على مجد تحقق منذ 28 عامًا ونتناسى إخفاقات توالت وكبرت بعد ذلك على مستوى المونديال أو حتى على المستوى القاري والإقليمي؟!
قلت قبل أن أعرف نتائج المنتخب سواء هنا عبر “الرياضية” أو حتى في برنامج “كورة” على شاشة روتانا خليجية: المهم أن نقدم الأداء المشرف بعيدًا عن النتائج وهو ما تحقق في المباراتين الأوليين، وألا ننسف كل المكتسبات والتطور الذي حصل للمنتخب السعودي منذ بدء الدعم الحكومي فتأهلنا إلى مونديال 2018 ثانيًا عن مجموعتنا، لنظهر مجددًا بشكل أفضل في التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر ونتصدر المجموعة الأقوى قبل نهاية التصفيات بجولة وبمعدل تاريخي نقطي لم يحصل للأخضر قبل ذلك.
لن يأتي التطور مرة واحدة، ولن تحقق المنجزات بخطوة واحدة، ولن تصل إلى مبتغاك من أول مرة، أما القياس على منجز تحقق لأول مرة قبل 28 عامًا ولم يتكرر بعدها أو نقترب منه حتى وتناسي عشرين عامًا من تدهور رياضتنا وحال أخضرنا، ففي ذلك ظلم لأنفسنا ولمنتخبنا ولكل التطور الذي يحدث في كرة القدم لدينا.
قليلًا من المنطقية، وقليلًا أيضًا من الواقعية حين ننظر وننسف كل ما تحقق لكرة القدم لدينا من أجل ألوان الأندية، ونعمل ضد مصلحة الأخضر، وننسف كل منجز يتحقق له من أجل ذلك.