2022-12-12 | 23:20 مقالات

تغريدات الطائر الأزرق

مشاركة الخبر      

تغريدات الطائر الأزرق “تويتر” تتنفس الهواء المونديالي المثير، وأفضل شخص يفهم بالكرة في العالم لم يستطع قبل المونديال أن يعطينا توقعًا لما وصلت إليه المغرب، وهذا ما فجّر براكين المشاعر تجاه الأشقاء، وتجاه أنفسنا لأنهم يمثلوننا أيضًا.
تويتر في الأيام الماضية كان مغربيًا بجدارة، ولم يكن فرنسيًا، ولا كرواتيًا، ولا أرجنتينيًا، فوصول الفرق الثلاثة إلى دور الأربعة لا غرابة فيه، أما أن ينضم إليهم المنتخب المغربي فهذا هو الجديد في تاريخ كأس العالم، وهذا ما أضاف على هذه النسخة إثارة أخرجتها من كلاسيكيات النسخ السابقة. قبل أيام شاهدت مقطعًا للاعب المغربي بوفال، تم تسجيله قبل تأهل المغرب للمونديال، وقال فيه: إذا تأهلت المغرب إلى نهائيات كأس العالم فإنها ستمضي فيه بعيدًا!. أبدأ بأول تغريدة غردت بها صاحبة حساب ظريف اختارت له اسمًا ظريفًا (فاضلي اكتئباية واحدة وأفتح مكئبة) أما تغريدتها (أنا وكريستيانو ونيمار بنمر بأسوأ فترة بحياتنا). لم تعجبني التغريدات الساخرة على رونالدو ونيمار، فالسخرية من هؤلاء سخرية من كرة القدم نفسها، علينا أن نبقي مكانتهم عالية لأنهم يستحقونها، وخروجهم من كأس العالم لا يعني ضعفهم، بل لأن كرة القدم كذلك: تستطيع أن تفوز غالبًا، لكنك لا تفوز دائمًا، كما أن السخرية لا تنم عن شجاعة ولا عن أدب. عن الصور الشهيرة، التي التقطها المصور لرونالدو وهو يخرج من الملعب باكيًا، غرد صاحب حساب اسمه العنكبوت (مش شرط تكون النهاية سعيدة… القصة كلها كانت سعيدة). الزميل العزيز مزروع المزروع غرد بطرافته المعهودة (تخيّل الأرجنتين تفوز بكأس العالم.. ما فيه ولا منتخب هزمها بالبطولة إلاّ منتخبنا.. يعني إيش؟) مزروع يريد أن نجيب بأننا أفضل من الأرجنتين كوننا الوحيدين الذين هزمناهم.. وبما أننا أفضل من البطل فهذا يعني بأننا نحن من يجب أن نأخذ كأس العالم!. بعيدًا عن المونديال، وأذهب لتعريف الغضب في تغريدة غرد بها الأستاذ علي داود (سئل حكيم: ما هو الغضب؟ قال: هو عقاب تعاقب به نفسك على فعل قام به غيرك)، منذ مدة طويلة لم أقرأ تعريفًا دقيقًا للغضب مثل هذا التعريف، هذا ما فعلته أنا عندما عاقبت نفسي على فعل قام به غيري، لم أجد في مشوار حياتي رجلًا نال من الغضب شيئًا، لكنني شاهدت الفضل الذي ناله من كتم الغيظ وصبر. هاشم الجحدلي يغرد باعتراف، وأعتقد أن كثيرين يشاركونه اعترافه، وإن لم يعترفوا (اعتراف.. أغبط كل الذين يردون على سؤال الماضي بهذه الجملة المستفزة: لو عادت بنا الأيام لاخترنا نفس خياراتنا وكررنا نفس تجاربنا. أنا للأسف لو عاد بي الزمن إلى الوراء لألغيت عشرات الخيارات والتجارب والمحطات، واخترت غيرها، ولكن… أرجوكم لا تكرروا كوارثنا)، عن تغريدة الأستاذ هاشم أقول، حتى الذين يقولون إنهم سيتخذون نفس القرارات سيغيرون بعضها فيما لو عاد الزمن بهم، واليوم أدرك جيدًا أن القرب من العائلة نصر كبير في الحياة. أخيرًا تغريدة للدكتور محمد المرعول غرد ببيتين من الشعر للشاعر عايض بن ذواخ البقمي، رحمه الله.
لقيت كلن يشتكي ظروفه
اللي سكن بالبر واللي على السِيف
والمشكلة بين العباد معروفه
كلن يبي دنياه تمشي على الكيف.