كلام
في المونديال
ـ لم تتبق إلاّ ثلاث مباريات ويغيب عنا كأس العالم لأربع سنوات، ولو كنت رئيس الفيفا لعملت على جعله كل سنتين، فالأربع سنوات طويلة، ولا توجد بطولة فيها متعة كأس العالم، حتى البطولة الأوروبية لا تقترب من جمال كأس العالم، أما البطولات الإفريقية والآسيوية فأقل مستوى من الأوروبية، وإن كانت هناك بعض الإثارة في بعض المباريات.
خلطة وجود منتخبات من كل القارات هي السر في مشاهدة مستوى ممتع في أغلب المباريات. المؤسف في مغادرة كأس العالم أننا سنعود نتابع ما نجده من أخبار عالمية أمامنا، ستظهر على السطح أخبار الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثير فقاعة العملات المشفرة، وارتفاع أسعار النفط والغاز في أوروبا، مثل هذه الأخبار على الأرجح هي من سترافقنا هذا الشتاء، وأتمنى ألّا تكون هناك أخبار أشد وأقسى.
ـ منتخب المغرب رفع السقف، وصرت أسمع من الأصدقاء كلامًا مثل: تخيّل المغرب يأخذ كأس العالم. أو أسئلة مثل: هل يستطيع المنتخب المغربي تجاوز فرنسا، ويصل للمباراة النهائية؟ ما فعله المغرب مثير للدراسة، لأن كل المنتخبات الأفريقية، التي عبرت للدور الـ 16، لم تمتلك الشخصية، التي توصلها للأدوار القادمة، منتخب السنغال، بطل أفريقيا، عندما لعب في دور الـ 16 خسر بثلاثة أهداف أمام إنجلترا، وكأن السنغاليين اكتفوا بالوصول لهذا الدور. غانا وصلت في مونديال 2010 إلى دور الثمانية وغادرت. هذه المرة غيّر المنتخب المغربي هذا المفهوم، وتأهله لدور الأربعة سيترك أثرًا في شخصية لاعبي المنتخب في القارة الأفريقية، وسواء تأهل المغرب للنهائي أو لم يتأهل إلا أن تغييرًا حدث في كأس العالم سيبقى أثره طويلًا. آمل أن أرى اللاعبين المغاربة يحملون كأس العالم، سيكون شيئًا من خيّال حوّله الأسود إلى حقيقة.
ـ منذ أيام وأنا أشاهد مقاطع من مباريات قديمة لمارادونا وبيليه في نهائيات كأس العالم، اكتشفت أن قوانين التحكيم في كرة القدم كانت ضعيفة، وأن بعض اللاعبين كانوا يرتكبون مجازر ضد النجوم دون أن ينالوا بطاقات صفراء أو حمراء، تم تكسير بيليه ومارادونا في مباريات كان الحكم يشير فيها إلى استمرار اللعب، وهذا ما يجعلني أقول إن نجوم الكرة من الخمسينات إلى الثمانينات لو أنهم يلعبون معنا اليوم لشاهدنا مهارات وفنونًا خيالية أكثر مما قدموه، لأنهم سيلعبون تحت حماية قانون تحكيم صارم. تخيلوا أن لاعبًا إسبانيًا في الثمانينات كان لقبه الجزار، هو نفسه الذي ضرب مارادونا وتسبب في إصابته لعدة أشهر، دون أن ينال أخينا الجزار أي عقاب! كرة القدم في الثمانينات وما دون وبكل ما فيها من نجوم إلا أنها كانت بقوانين لا تخدم كرة القدم.