ميسي
الذهبي
ـ فاز ميسي بكأس العالم.. وأكمل الجزء المفقود من صورة الأسطورة، الجزء الذي فرح باكتماله حتى الذين لا يشجعون الأرجنتين، لكنهم يشجعون جمال كرة القدم، أرادوه أن يرفع الكأس التي كافح من أجلها، الكأس التي قبل 8 سنوات كان على بعد أمتار منها، لكنها غادرت مسافة 2920 ليلة، وكان من الممكن أن تغادر للأبد! في هذه البطولة أرادت الجماهير من الكرة أن تنصف ميسي، ومن الواضح أنه جاء للبطولة وهو يعلم أن الكرة غير منصفة ولا تعرف الوفاء، وأنه إذا ما أراد نيلها فعليه ألا ينتظر إنصافها.
ـ من أجمل ما سمعته من المعلقين على مشهد حمل ميسي لكأس العالم هو ما قاله أحمد عفيفي (الكرة لم تكن تنصف ميسي لكنها خضعت، لو كانت منصفة لأنصفته منذ زمن طويل).
ـ هذا أجمل نهائي مونديال شاهدته منذ نهائي 1986 بين الأرجنتين وألمانيا الغربية، وأظنه الأجمل على الإطلاق، ومع أن قلبي كان مع الأرجنتين إلا أن الحسابات كانت مع فرنسا، كان يتوجب على ميسي أن يكون في أفضل حالاته، وقد كان، وأن يكون زملاؤه في أفضل حالاتهم، وهكذا كانوا، وتحديدًا دي ماريا، الذي لعب أقل من 75 دقيقة، لكنها كانت كافية ليعيش أسطورتها بقية حياته، ولا ننسى داميان مارتينيز، أفضل حارس مرمى في المونديال، يقول تاريخ كأس العالم إن المنتخب الذي يريد الحصول على الكأس عليه أن يحضر نجمًا كبيرًا، وأفضل حارس مرمى في العالم، ولاعبين لا يخذلون نجمهم، فمهما كانت سمعة نجم الفريق كبيرة، ولدرجة الأسطورة، إلا أنها لا تشفع عند حضرة الكأس، فلا بد من وجود لاعبين كبار في الفريق بجوار الأسطورة، هكذا فازت الأرجنتين بلقب 1986 عندما كان بجانب مارادونا لاعب مثل بوروتشاجا، وهكذا فاز زيدان عندما كان بجواره تيري هنري وديفيد تريزيجيه.
ـ أتمنى لو أن ميسي يعتزل اللعب الدولي، وأن يكون هذا المونديال هو آخر ما يقدمه للمنتخب الأرجنتيني، لقد فعل كل شيء في كرة القدم ولكرة القدم، لقد وصل إلى أعلى مكانة في القمة، وأي تحرك يعني النزول، وعلى الأرجنتين أن تنتظر ميلاد أسطورة جديدة، لتبدأ فصلًا جديدًا نحو كأس جديدة، فهذا المونديال، الذي أعلن حصول ميسي على الكأس، هو نفسه الذي أعلن عن أسطورة جديدة اسمها كيليان مبابي.
ـ مونديال قطر 2022 كان الأجمل بالنسبة لي، توقعت هذا النجاح عندما شاهدت بطولة كأس العرب مطلع العام في قطر، كانت بروفة مصغّرة للحدث الأهم، وعلمت حينها أننا على موعد مع كأس عالم متميّز. شكرًا لقطر.