تغريدات
الطائر الأزرق
تويتر في الأيام الماضية كان مشغولًا بنهائي المونديال، وربما فاقت تغريدات هذه البطولة تغريدات المونديال الماضي، لأن مونديال قطر كان مثيرًا ومليئًا بالمفاجئات، والآن وبعد انتهاء المونديال علينا أن نواجه حقيقة أننا عشنا شهرًا كاملًا من المتعة، وأن هذا الشهر انتهى، وعلينا أن نعود لما كنّا عليه، والمشكلة أن هذه العودة ليست سهلة أبدًا، ففراق الليالي الجميلة له آثاره التي لم نحسب حسابها.
وأبدأ بأول تغريدة للدكتور مشعل العقيل (متوقع ظهور أعراض انسحابية لمن أدمن متابعة مباريات وحماس كأس العالم، ملل، التردد على المطبخ، سرعة انفعال، خمول، تطفئة اللمبات). مريم بنت فهد غردت عن انتهاء المونديال بطرافة (عن شو كنّا نسولف قبل كأس العالم؟). البشت الذي ارتداه ميسي أثناء التتويج صارت حكايته حكاية، وسوف يكون بشتًا شهيرًا لعشرات السنوات، لأن لقطة رفع كأس العالم هي الأشهر والأكثر بقاءً في الذاكرة، والمغردون لم يتركوا بشت ميسي دون ممازحة، الأستاذ عبد الله الذبياني غرد على صورة ميسي بالبشت (ليون بن ميسي) أما الشاعر فيصل العطاوي فغرد بهذه الأبيات:
تستاهل البشت يا الحالم
من اليدين التميمية
لكن تذكر هدف سالم
دايم، وقلها علانية
فزنا على كل هالعالم
وفازت علينا السعودية.
بشت ميسي الذي يرمز لتراثنا وثقافتنا العربية أسعد الأرجنتينيين، لكن بعض الإعلاميين الأوروبيين غردوا بعدم إعجابهم لارتداء ميسي للبشت، كون ميسي ليس عربيًّا، وأن البشت يغطي على قميص ميسي، سلطان الموسى غرد تغريدة مهمة في هذا الشأن (عندما استضافت المكسيك كأس العالم عام 70م جعلوا حامل اللقب (بيليه) يرتدي قبعة مكسيكية، واعتبرها الإعلام تعايشًا ثقافيًّا وتحقيقًا لرسالة كرة القدم، لا يمكن تفسير وجود (متشنجين) من الإعلام الغربي تجاه (بشت ميسي) إلا لأنه يحمل دلالة عربية). مع فوز الأرجنتين وفرحة محبيهم كان على الجانب الآخر حزن في قلب بطل ستذكره هذه البطولة طويلًا، كونه أحد أبطالها الذين لم يحالفهم الحظ.. كيليان مبابي، وأعتقد أن السنوات القادمة ستكون سنواته التي يصنع بها مجدًا لا يقل عن مجد زيدان، مبابي غرد في اليوم التالي بعد فقدانه للقلب، غرد بكلمة واحدة، وحصلت تغريدته خلال ساعة واحدة على أكثر من 130 ألف ريتويت، و450 ألف إعجاب، تغريدته كانت (سنعود) ومثل مبابي يفي بما يعِد أو يتوّعد. التغريدة الأخيرة غرد بها فهد عافت، ومارس أبو عبد العزيز سحر العناوين كعادته (ختامها (بشت) قطر نجحت بتفوق كبير ومذهل يستحق الإعجاب ويظل مدعاةً للفخر والاعتزاز.. من الألف إلى الياء.. أثبتت قطر قدرتها على قراءة الحدث وكتابته بخط عربي فصيح وفسيح، وقدمت بطولة لا مثيل لها في التنظيم وفي (الأخلاق)، ختامها (بشت) يا للثقة ويا للروعة والجمال.. الحمد لله).