العالم
الذي نعيش
ـ أمامنا عدة خيارات في العالم الذي نعيش فيه، إما أن نتابع الأخبار التي تهتم بما نحب، من يحب الأدب يتابع الأدب، ومن يحب الرياضة يتابع الرياضة، ومن يحب الطرائف يتابع الطرائف.. وهكذا، فيصبح عالمنا أجمل، وإما أن نقحم أنفسنا بمتابعة أخبار الحوادث والكوارث، فنصاب بالخوف والهلع، مع أننا نعيش في سلام وأمان.
بالنسبة لي، ودون شعور، وجدت نفسي أبحث عن قسم المنوعات في أي صحيفة، أو أقرأ كتاب سيرة ذاتية، بعدت عن كل ما يسبب القلق، لأنني لن أستطيع بالأساس إنهاء الصراع الأمريكي الصيني، ولا الروسي الأوروبي، يهمني أن تقع بين يدي قصص قصيرة ممتعة، ولا يهمني إن تصالحا بوتين وزيلينسكي، وأن أمضي أمسية حول موقد مع الأصدقاء خير من قضاء أمسيتي بمتابعة نشرات الأخبار العالمية.
اليوم اخترت لكم مما قرأته، وأبدأ بحكاية امرأة قررت الانفصال عن زوجها الذي تولّع بصيد السمك، وهذا الولع إذا ما حدث خطير، فصيادنا حينها لا يرى ولا يفكر إلا بالصيد، خياله ينحصر بين صنارته والسمكة المغدورة، حتى عندما يغمض عينيه فإنه يغمضها على منظر بحر أو نهر، يفرح في اليوم الذي يصطاد فيه، ويكتئب عندما لا يصطاد.
المرأة قالت بأن طلب الطلاق سببه أن زوجها لم يعد يهتم بشؤون البيت، لا يصلح لمبة مكسورة، ولا يشتري بنفسه طعام البيت، ولا يهتم بشؤون أطفاله، حتى في المرات التي يتواجد فيها في البيت فإنه يقضي وقته إما بالحديث عن صيد السمك، أو يتنقل بين قنوات التلفزيون. الخبر أثار تعليقات القراء، وبالطبع وقفت النساء وقفة امرأة واحدة، وقلن إن السيدة من حقها أن تنفصل عن زوجها الحاضر الغائب، بينما كتب بعض الرجال أن الزوج تعرض للظلم، فلا يمكن أن يصادر الزواج هواية الرجل لمجرد أنه تزوج، كما أن الزوجة محظوظة كون زوجها يحضر لها أسماكًا طازجة! لكن بعض القارئات رددن على الرجال بأنه متزوج من امرأة وليس من قطة!
ـ مع قرب انتهاء السنة تكثر برامج التنجيم، وعلى بعض الشاشات العربية هناك منجمون لا نراهم إلا في رأس السنة، والمتابع لما يقولون يستطيع معرفة أنهم مجرد أشخاص يبحثون عن الشهرة أو المال، لأن تنبؤاتهم غالبًا عامة، فيقولون عن بلد تكثر فيه العواصف بأن عاصفة ستقع في السنة الجديدة، أو وفاة شخصية معروفة، وهذا أمر طبيعي، كما أنهم يكثرون من التنبؤات، فإذا ما أصابت واحدة قالوا لقد تنبأنا بها، دون أن يذكروا شيئًا عن غالبية تنبؤاتهم الخاطئة.
سكاي نيوز عربية نشرت عن ظاهرة المتنبئين عند نهاية كل عام، وأن الناس الذين لديهم قلق من المستقبل هم الذين يحرصون على متابعة هذه البرامج.
أتمنى عامًا سعيدًا للجميع، وأتوقع في العام الجديد هطول أمطار وافتتاح محلات، وأرى مباريات وضربات جزاء، وسيارات تسير في الشوارع!.