2022-12-29 | 23:12 مقالات

مخططات العام الجديد

مشاركة الخبر      

ـ مع بداية كل عام يضع بعضنا بحماسة مخططات العام الجديد، أنا وضعت أهدافًا مع كل عام جديد، الكثير منها لم أنجح في تنفيذه. قررت مع بداية أعوام سابقة قطع التدخين، وفشلت أكثر من عشرين مرة، عام 2022 هو العام الذي تركت فيه التدخين بعد كل المحاولات الفاشلة، الأمر الجيد أن فكرة كوني مدخنًا كانت مزعجة بالنسبة لي على الدوام، نجحت وإن تأخرت كثيرًا، لكنني نجحت، ولله الحمد، وهذا أفضل عام صحي أمر به منذ أن تورطت بالتدخين، أشعر بالاختلاف في الأكل والنوم والتنفس، كما أن لياقتي ارتفعت، وأصبحت رائحة الدخان تزعجني، وصرت أبتعد عن أماكن المدخنين، اليوم أقول للذين يحاولون التوقف عن التدخين لا تتوقفوا عن المحاولات، ومن ينجح سيحصل على جوائز لا تقدر بثمن أولها الصحة، والابتعاد عن أخطار التدخين.
ـ فكرة كتابة مخططات للعام الجديد فكرة جيدة، وصاحبها عنده شعور بأن لديه من الفوضى ما يتوجب التنظيم، ولديه التزامات متأخرة يشعر بضرورة تنفيذها، ولديه آمال ود لو حققها، أنا مع كتابة مخطط للعام الجديد للذين بحاجة إليه، ومن الخبرة كوني كتبت مخططات تكفي لملئ كتاب، أقول بأن بعض الأهداف لا يكفيها عام واحد، فإذا مر العام ولم تصلوا لهدفكم لا تشعروا بالإحباط، شرط أنكم في الطريق للوصول إليه.
ـ أصعب المراحل هي البدايات، بداية تعلم ما هو جديد تبدو صعبة، لكن الجديد الصعب يتكشف مع الوقت، ويصبح الغامض واضحًا، وما كان يبدو صعبًا يصبح سهلًا مع الممارسة، وكما قيل عن مشوار الألف ميل أنه يبدأ بخطوة، وصارت عندي قناعة أن هذه الخطوة لا يخطوها إلا من أراد (فعلًا) قطع الألف ميل، وسيقطعه إن لم يتوقف، قد يستريح مدة، لكنه ينهض ليكمل المشوار.
ـ التغيير لا يأتي بكتابة أهداف السنة الجديدة على الورق فقط، لا بد أن تصاحبه رغبة حقيقية ودافع قوي، هذا ما فهمته بعد أوراق كثيرة كتبتها مع رأس كل سنة جديدة، وجدت أن ما حققته كان خلفه دافع قوي، وما فشلت في تحقيقه تهاون وتكاسل، وتسويف أصفه اليوم بعدم الجدية. لا بديل عن الجدية في أي شيء نريد إنجازه، سواء كان أمرًا صغيرًا أو كبيرًا، ولم أرَ إنسانًا جادًا في حياته إلا ووجدته قد حقق نجاحات كثيرة. عام سعيد أتمناه للجميع.