2023-01-04 | 23:22 مقالات

ثقف نفسك.. لماذا رونالدو؟

مشاركة الخبر      

في مؤلفهما Perspectives on Politics (تصور عن السياسة) يقول Bernhard وO’Neill (بيرنهارد واونيل) إن العلوم السياسية لها تأثير مفاهيمي وتجريبي في المجالات غير السياسية مثل الرياضة، فكرة القدم تمارس في كل أركان العالم، وهي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لذلك تؤكد الدراسات الإثنوجرافية أن نجوم الكرة أصبحوا الأكثر بروزًا وشهرة على مستوى العالم، وهم الذين يتمتعون بقدرة غير عادية على جذب الانتباه والتأثير على ملايين الأشخاص في شتى بقاع المعمورة حتى في المجالات غير الرياضية مثل السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية والاجتماعية والإعلامية.
لذلك فإن الطلب على مشاهير كرة القدم متزايد، مدفوعًا بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كونهم يجمعون بين التميز الرياضي وسهولة التعريف بمنتج معين أو هدف استراتيجي محدد، ويعملون كسفراء للأندية أو للاتحادات أو للدول، وخير دليل على ذلك عندما يروج كريستيانو رونالدو لماديرا حيث ولد، فمن الطبيعي أن تحصل ماديرا على العديد من الجوائز خلال السنوات القليلة الماضية ضمن نطاق جوائز السفر العالمية، هكذا فإن مكانة مشاهير الكرة قوية ومؤثرة، لأنها تجسد إضافة إيجابية لما يروجون له بحيث يصبح سلعة قيمة يمكن تسويقها بشكل واسع.
والحقيقة أن اللاعب المميز من الممكن أن يكون الدافع الأول لدعم النادي الذي ينضم له والمسابقة التي يلعب فيها، فعندما ينتقل لاعب بحجم رونالدو إلى نادي النصر لا شك سيزيد من شعبيته وترتفع قيمة الدوري السعودي وسيتضاعف عدد متابعيه، والأمر نفسه ينطبق على الاتحاد عندما ينضم إليه مودريتش أو الهلال حين يتعاقد مع ميسي، كما أشار سمو وزير الرياضة عندما أكد أن هناك صفقات نخبوية قادمة لأنديتنا، الأمر الذي سيثري منافساتنا وستنتقل عندها أنديتنا من إنتاج المباريات واللاعبين إلى إنتاج محتوى كرة القدم بمفهومه الشامل.
إن صفقة رونالدو بعيدًا عن الميول والألوان إنما تندرج تحت إيجابيات السياسة الناعمة، ولها أبعاد اقتصادية رائدة، كما أنها تروج للسياحة في وطننا الغالي، وتوسع دائرة المعرفة الثقافية بتفاصيله عالميًّا، ولها انعكاسات اجتماعية وديموغرافية، وتجذب لرياضتنا اهتمام وسائل الإعلام العالمية، وتثري قيمة الدوري المحلي وتعرف بالكرة السعودية وتطورها، وتمهد لاستضافة الأحداث الكروية العالمية، وفي هذا السياق من الأهمية بمكان أن يتزامن ذلك مع تحسين الصورة أمام الاتحاد الدولي من خلال سداد التزامات الأندية لدى الفيفا وإقفال كافة القضايا المتعلقة بالأندية السعودية.