العالم
الذي نعيش
ـ في اليابان تم افتتاح مقهى جديد، صاحب المقهى أراد أن يأتي بفكرة مميزة ليحقق النجاح، فعالم الأعمال يتطلب الأفكار الجديدة بعيدًا عن التقليدية التي ملّ الناس منها، فكّر صاحبنا وتوصل إلى أن الكثير من الناس يريدون معاقبة أنفسهم بسبب الأخطاء التي ارتكبوها، فوجد أن الفكرة كالآتي: إذا أردت أن تعاقب نفسك تعال إلى المقهى، حيث لدينا نادلات مدربات على الصفع.
وفعلًا.. ما إن تم الافتتاح حتى ازدحم المقهى بالذين يريدون معاقبة أنفسهم على الفرص التي أضاعوها والحماقات التي ارتكبوها، شاهدت مقطعًا لنادلة تصفع أحدهم، والعجيب أنه شكرها بعد صفعتها القوية. لا أدري إذا كنت سأزور المقهى لأعاقب نفسي، أم أكتفي بجلد ذاتي بالكلمات، آخر مرة جلدت فيها ذاتي عندما وجهت الكلمات القاسية إلى نفسي، وعندما أرادت الدفاع والتبرير قاطعتها قائلًا: ولا كلمة!
ـ يقول خبراء الإعلان إن نجاح الإعلان في تأثيره الكبير على المشاهد. عندما كنت أشاهد المزاد الياباني على أسماك التونة وأرى الأرقام الفلكية، كنت أقول كيف سيربح صاحب المطعم الذي يدفع عشرات الآلاف من الدولارات على سمكة، ثم علمت بأن من يشتري سمكة بـ 200 ألف دولار إنما اشتراها من أجل عمل إعلان عن مطعمه، حيث يردد الناس اسم المطعم الذي اشترى السمكة بالمبلغ الخيالي، ويبدو أنها طريقة إعلانات ناجحة، بدليل أن المزادات مستمرة، آخر سمكة تونة بيعت قبل يومين بما يعادل 266 ألف دولار.
وآخر أفكار إعلانات المطاعم التي قرأتها كانت في فرنسا، لكنها لا تناسبني أبدًا، لأن المطعم يحدد موعد حجز الطاولة حسب نسبة وسامتك، لا أظن أنني سأكون على قيد الحياة عندما يحددون لي موعدًا!
ـ مهما بلغ الإنسان من درجة علمية عليه أن يتواضع بأقصى درجة يستطيع الوصول إليها، وتواضعه ليس منةً منه، بل لأن علمه لن يكون شيئًا يذكر إذا ما تمت مقارنته بشيء صغير على كوكبنا، سنحتاج إلى أكبر تلسكوب لنرى علمه وإنجازاته مقارنة بورقة شجرة أو رجل فراشة، ومع أن العلم اليوم وصل إلى درجات تعتبر عالية قياسًا بما مضى، إلا أن كل ما حققه البشر أقل من حبة رمل في صحراء الربع الخالي أمام خلق الله. بالأمس قرأت عن طائر لا أظن وزنه يتجاوز 250 جرامًا، إلا أنه استطاع أن يطير مسافة 13500 كيلو متر دون توقف، وأعلنت موسوعة “جينيس” أن طائر “غودويت” طار من ألاسكا في 11 أكتوبر 2022 ثم هبط في تسمانيا “أستراليا” بعد 11 يومًا في رحلة متواصلة، دون أن يتناول طعامًا أو يتوقف للحظة واحدة ليرتاح. عندما يتفكر الإنسان في الخلق سيرى أن لا شيء على الأرض يستحق الإعجاب سوى ما خلقه الله سبحانه.