الذكاء الصناعي يصنع الفارق
كرة القدم في الوقت الراهن، لم تعد تعتمد فقط على موهبة اللاعب، كما كان الحال في الماضي، والرياضة بشكل عام تطوَّرت، وحققت قفزات كبيرة في تعزيز الأداء الفني بالاعتماد على التقنية “الذكاء الصناعي” في تحليل بيانات اللاعبين من جميع النواحي المتعلِّقة بالجانبين اللياقي والصحي، وغيرهما من الجوانب المرتبطة بتهيئة اللاعب للوصول إلى الأداء الأمثل خلال التدريبات والمنافسات الرياضية.
استنادًا إلى تجربته التدريبية، يقول الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان: “التطور التكنولوجي الحاصل حاليًّا، سمح بعمل أشياء إيجابية، من أبرزها كيفية التصرُّف مع اللاعبين، وهو ما شعرت به حينما اتَّجهت إلى المجال التدريبي”.
ويتحدث زيدان عن تجربته في ريال مدريد قائلًا: “لدي فريق قوي من الأطباء والعلميين، يعملون بشكل يومي من أجل معرفة اللاعبين، وتحديد مدى جاهزيتهم اليومية، حيث يكون القياس بشكل يومي من أجل تحديد مشاركة اللاعب من عدمها. الأهم بالنسبة إلينا المتابعة المستمرة واليومية للاعب، وهناك عديدٌ من الفحوصات اليومية للاطلاع على جاهزيته أيضًا، على سبيل المثال، يشارك اللاعبون في مباريات يومية، وأعمل التحليلات من خلال ثلاثة أشخاص، يقومون بالتحليل الفني للاعبين، حيث يُعَدون حلقة الوصل بيني وبينهم، لاستبيان مدى جاهزيتهم قبل كل مباراة. في الوقت الحاضر يستطيع اللاعبون المشاركة في 60 مباراة خلال عام واحد دون عناء، على الرغم من أنه في السابق، كان من الصعب عليهم الاستشفاء”.
لا يبقى إلا أن أقول:
بسبب التقنية “الذكاء الصناعي”، لمسنا في السنوات الأخيرة كسر كثير من الأرقام القياسية في مختلف الألعاب الفردية، إلى جانب ازدياد سرعة اللاعب وقوته في الأداء في معظم الألعاب الجماعية، وخير شاهد على ذلك أنه عند مشاهدة مباراة كرة قدم قبل 22 سنة ومقارنتها بمباراة حالية من المسابقة نفسها، على سبيل المثال، بطولة كأس العالم ومقارنتها بمباراة في كأس العالم الأخيرة في قطر، سنلمس الاختلاف من ناحية سرعة اللاعب، والوقت الفعلي للعب، والقوة اللياقية والبدنية.
ما يجعل كثيرًا من المنتخبات والأندية في مختلف دول العالم تتطور وتنافس منتخبات وأندية عريقة، هو اعتمادها، بشكل كبير، على التقنية “الذكاء الصناعي” في تحسين أداء لاعبيها، ما يسهم قي تلاشي كثير من الفروقات، كما أن صناعة لاعب متطور بالذكاء الصناعي أفضل من لاعب موهوب، لا يعتمد على التقنية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.