القائد يتحمّل المسؤولية
الرياضة بوصفها علمًا لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى، التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
واليوم سأتحدث عن “القيادة الإيجابية”، فمن أهم السمات التي يحتاج إليها القائد في رحلته القيادية، أن يتسلَّح بالإيجابية، وأن ينشر هذه الروح داخل منظمته، وأن تصبح ثقافةً، يعتنقها كل عناصر فريقه.
تلعب القيادة الإيجابية دورًا مؤثرًا في تجاوز المشكلات من خلال التعامل معها على أنها فرصةٌ لإصلاح الأخطاء، ومعالجة نقاط الضعف، وعدم الاستسلام للوضع الراهن، واعتماد روح المبادرة بكل شغف لتحقيق النجاح.
إلى جانب ذلك، تجعل الإيجابية القائد يركز على المستقبل دون الالتفات إلى الماضي المحبط، والحرص على العمل الجاد، لا على التحليل المبالغ فيه.
هناك مقولة معروفة في القيادة تقول: “إن المديرين المبتدئين والمتوسطين المتشائمين، سيبقون دائمًا على الحال نفسها متشائمين ومبتدئين”.
قد تسأل: ما تأثير ذلك في رياضتنا؟!
لا يخامرني أدنى شكٍّ بأن تطور أي ناد، يرتبط بعقلية رئيسه، هل يملك عقلية القائد أم عقلية التابع؟
لا شيء يضرُّ أنديتنا أكثر من رئيس ناد، يجلس على كرسي الرئاسة بعقلية مشجع “تابع”، لا عقلية “قائد إيجابي”.
كثيرٌ من الأندية عندما تتعرَّض إلى هزة وخسائر متتالية، تنكشف شخصية رئيس النادي ما بين قائد سلبي، أو إيجابي. الأول تجده يتهرَّب من تحمُّل المسؤولية، ويفكر في تجنُّب اللوم، ويعلِّق كل الأخطاء الإدارية على شمَّاعة التحكيم، أو الجوانب الفنية التي تتعلَّق بالمدرب واللاعبين، وكأنه بريء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، بينما تجد القائد الإيجابي يملك الشجاعة الكافية للاعتراف بالأخطاء، وتحمُّل المسؤولية، وعدم الهروب، ويواجه الأزمة بكل شجاعة، ويشرع في وضع الحلول، ويبحث عن كل الخيارات الممكنة، والطرق الجيدة للمضي قدمًا إلى الأمام، والسيطرة على الأزمة ومجابهتها، ومعرفة كل مسبباتها وعلاجها بأفضل الطرق لضمان عدم تكرارها مستقبلًا.
لا يبقى إلا أن أقول:
القائد الإيجابي هو الذي يجعل الخروج من بطولة وخسارة لقب درسًا يتعلَّم منه وفريقه الكثير بدل الصراخ في الإعلام، وتهييج المدرَّجات لمهاجمة الحكام واللجان.