أحط نفسك بالناجحين
الرياضة بوصفها علمًا، لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها، وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية، وقيادة المنظمات الرياضية.
اليوم سأتحدث عن مقال، نشرته جامعة هارفارد ضمن سلسلة مقالات، اشتملت على نصائح مهمة في علم الإدارة.
اللافت في المقال عنوانُه المثير “لا تجعل من نفسك شهيدًا”، ومختصره: “المدير الجيد، يحمي مرؤوسيه من التوتر، ومن الإزعاجات، لكن لا تضع سعادة موظفيك في المقام الأول طوال الوقت، فليس من شأن تضحيتك بنفسك دائمًا إلا أن تجعلك تستنفد قواك، وتكره الأمر كله. إن هذا يبدو واضحًا على وجه خاص إذا كان ضمن فريق عملك أشخاصٌ ضعيفون، أو هدَّامون، وسواءً كنت من عيَّن هؤلاء الناس، أو ورثتهم عن غيرك، فإن عملك هو أن تساعدهم على التطور، أو الانصراف إلى مكان آخر إذا لم يستطيعوا تطوير أنفسهم”.
دائمًا ما نسمع في وسطنا الرياضي عن أشخاص، يعملون في الاتحادات، أو اللجان، ولا يملكون الكفاءة التي تؤهلهم لإنجاز الأعمال التي يكلَّفون بها، لذا تتكرَّر الأخطاء، ويستمر الخلل دون علاج، لأن الشخص المعني بعلاج المشكلة فاقدٌ للأهلية، ولا يملك القدرات التي تساعده على حل أي نزاع في رياضاتنا، أو التخطيط الاستراتيجي لمستقبلها.
لا يبقى إلا أن أقول:
هنا يأتي دور القائد، أو المسؤول الرياضي في اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب دون أي مجاملة، أو وساطة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وكلنا يعرف أن الجسد الإداري لكثير من الاتحادات واللجان مترهلٌ بكوادر وظيفية ضعيفة منذ سنوات طويلة، ومع ذلك يمتلكون السلطة على مفاصل القرار، لذا يحتاج تغيير جلد أي منظمة رياضية، أو غيرها إلى قائد شجاع، يملك الجرأة في وضع معايير لتقييم الأداء، وتحديد جودة الموظفين.
الأمر نفسه، ينطبق على كثير من الأندية، إذ يُعيِّن رئيس النادي في مجلس إدارته أشخاصًا لا يملكون الكفاءة للعمل في الرياضة، ما يضطره إلى تحمُّل عبء العمل وحيدًا دون أي دور لأعضاء مجلس إدارته الضعفاء.
وحتى لا تكون شهيدًا، ويقتلك العمل، اختر من حولك أشخاصًا مبدعين ومؤهلين لتحقق النجاح، وتصل إلى الخطط المرسومة.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا.