تغريدات
الطائر الأزرق
اليوم موعد تغريدات الطائر الأزرق تويتر، التطبيق الذي اعتاد عليه التويتريون حتى أصبح من يومياتهم، وبالأمس تحدثت مع أحد التويتريين وسألته عن مستقبل طائره الأزرق، فأجاب بأن تويتر بعد عشر سنوات لن يكون تويتر الذي نعرفه، وسيصبح محرك بحث ومنصة تسوق وأشياء أخرى، حتى التطبيقات الأخرى ستختلف اختلافات كبيرة، فالمنافسة بينهم شديدة، لأنهم أصبحوا الحاضر، ويريدون المنافسة على المستقبل، في سباق يخرج منه من يغفل عن التطور السريع.
والواقع اليوم أن منصات عمرها لا يزيد على 15 عامًا أصبحت أهم بكثير من صحف عالمية عمرها تجاوز المئة عام، فالأكثرية لا تعرف ما كُتب في الواشنطن بوست بقدر ما تعرف ما يُكتب على تويتر، حتى تطبيقات التسوّق صارت قيمتها أكثر من مراكز تسوق شهيرة، لأن بعضها يبيع أضعاف ما يبيعه متجر هارودز. أبدأ بأول تغريدة لأمل ناضرين اقتبست من مقال أحمد العرفج، والتغريدة تصف تأثير وسائل الإعلام على الإنسان عندما تسرق وقته دون أن يشعر (لقد نبهني إلى نظرية الإعلام، وسرقة أوقاتنا، شيخنا الفيلسوف مصطفى محمود رحمه الله، حين قال: أجهزة التلفزيون والإذاعة، والسينما وصفحات الجرائد والمجلات، تتبارى على شيء واحدٍ خطير، هو سرقة الإنسان من نفسه) ما الذي سيقوله مصطفى محمود رحمه الله لو كان يعيش الآن بين وسائل التواصل الاجتماعي، ربما سيقول إنها تقتله لا تسرقه. عن الأخطاء الإملائية في تويتر غرد حساب هندسة النحو، والحقيقة أن الأخطاء الإملائية مزعجة، خاصةً إذا كانت من نوع هاذا بدلًا من هذا! أما التغريدة (من راقب الهاء والتاء المربوطة على وسائل التواصل، مات غمًا). حسن النعمي نقل اقتباسًا، ولا أرى أصدق منه إذا ما تكلمنا بصراحة وعدل (كثير من البيوت قائمة على صبر النساء!). تخيلوا أوضاع البيوت لو أن النساء أقل صبرًا! ليست البيوت فقط، بل حال الرجال وتحديدًا الذين يعتقدون أنفسهم عباقرة زمانهم!. سبق وقلت إن الإعلانات هي من جعلت شهر رمضان شهر تنوع الأطعمة، حتى أصبحت مشترياتنا في هذا الشهر أكثر من بقية الأشهر، مع أن شهر رمضان شهر الصوم! عمومًا تبقى للأطعمة لذتها وفنونها، وسبق وتعرفت على طباخ كان يتقاضى ضعف راتب الطبيب، والحق أن لديه يدين سحريتين في تحضير الطعام بصورة لذيذة وغير مؤذية لاحقًا، عن أحوال الطبخ غرد الدكتور عاصم العقيل، وسبب اختياري لتغريدته أني أوافقها (لا يعجبني ولا أثق بذوق من يصب الزيوت الكثيرة في طبخته فتأكل زيتًا بطعم كذا، ولا من يسكب الصوصات في وجباته فلا تعرف ماذا تأكل دجاجًا أم خضارًا، ولا كثرة البهارات التي تدوّخ معدتك وتحيّر ذوقك، واعتبر ذلك كله ربما لتغطية عيوب الطبخة). تذكرت بعد التغريدة القول المأثور الذي لم أنجح تمامًا في الاستفادة منه: أقلل طعامك تحمد منامك.