2023-04-17 | 00:31 مقالات

ديربي الأزمة أم العلاج؟!

مشاركة الخبر      

الثلاثاء الهلال والنصر، مَن سيفوز؟
هذا “الديربي” قيمته أكثر من ثلاث نقاط، فالفريقان في حاجة إلى فوز، يرمِّم التعثرات الأخيرة في الدوري.
النصر خسر مقعد الصدارة، والهلال فقد الأمل في تحقيق بطولة الدوري بعد نزيف نقطي.
النصر أقال مدربه الفرنسي رودي جارسيا، أما مدرب الهلال الأرجنتيني رامون دياز فعلى كف عفريت.
أي فريق سيخسر “الديربي”، ستنفجر جماهيره غضبًا، فالنصر سيعاني من تحقيق بطولة الدوري، أما خسارة الهلال، فستجعل الجماهير قلقة على مصير فريقها في النهائي الآسيوي.
في مباراة “الديربي” لا تسأل مَن سيفوز؟ فلا قارئ الكف، ولا العرَّاف، ولا المحلِّل، ولا اللاعبون أنفسهم يملكون الإجابة!
لماذا؟ لأن الكرة في “الديربي” تتحوَّل من جلد منفوخ إلى كائن حي، له قلبٌ ينبض، يحبُّ فريقًا، ويكره خصمه، وله مشاعر بـ “وجهين”، فقد يميل إلى جماهير الفريق المنتصر ليسعدها، أو ينكِّد على الخاسرين.
لا عليك من كلام رؤساء الأندية وإداريي الفرق بأن “الديربي” مجرد ثلاث نقاط لا أكثر، وأنها مباراة مثل غيرها من مباريات الدوري. هؤلاء مَن يتقمَّصون المثالية، لو وُضِعَ جهاز تخطيط القلب على أجسادهم قبل “الديربي”، لخشيت عليهم من توقف نبضهم من شدة الخوف الذي يجري في عروقهم. يكفي أن كتب التاريخ تفتح صفحاتها، لتدوِّن حكاية المنتصر، وقصة الخاسر، لتقرأها الأجيال، جيلًا بعد جيل.
ذاكرة المشجع قد تصاب بالزهايمر، وتنسى كثيرًا من المباريات لفريقه، إلا نتائج “الديربي”، تحفظها له أكثر من اسمه، فيتذكَّر كل تفاصيلها، وكأنها سيرته الذاتية، أو شهادة ميلاده.
أسوأ أمر في “الديربي” عندما يأتي عقيمًا، وينتهي بالتعادل السلبي دون ولادة أي هدف.
وما أجمل “الديربي” عندما يكون مثل المرأة الودود الولود، تنجب لك أهدافًا بكل الطرق “ولادة طبيعية سهلة أو قيصرية صعبة”، فالمهم أن تهتز شباك المرمى.
في مباراة “الديربي” غدًا بين النصر والهلال، كرة القدم لا تعترف بالمنطق والواقع على الورق حول قوة فريق أكثر من خصمه داخل المستطيل الأخضر، فالواقع يختلف عن كل التكهنات.

لا يبقى إلا أن أقول:
في الفلسفة، للمنطق خمسة أنواع، هي منطق الحياة، والمنطق العاطفي، ومنطق الجموع، والمنطق الديني، والمنطق العقلي، وأنا في هذه اللحظة سألبس قبعة الفيلسوف، وأضيف نوعًا سادسًا، وهو منطق كرة القدم، فهي لا تؤمن بالمنطق نفسه، ولا تخضع له، والشاهد أن هناك كثيرًا من نتائج مباريات “الديربي” غير منطقية، وانتصر فيها الضعيف على القوي.
هذا الديربي سيكون أزمة للخاسر وعلاجًا للمنتصر من تعثراته الأخيرة.