كريستيانو يسيء لرونالدو
لا أتحدث عن الجانب القانوني أو تطبيق اللوائح أو معاقبة اللاعب تجاه ما بدر منه، فتلك أمور لها ناسها، وإنما أتحدث عن قيمة رونالدو، فنحن نحب كريستيانو وهو لا شك قدوة للأجيال القادمة ليس لدينا فقط وإنما في كل دول العالم، كونه أحد جواهر كرة القدم عبر التاريخ، وأحد أبرز من قدمتهم ملاعب كرة القدم في كل الأزمان، وله مئات الملايين من المحبين والمتابعين عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال الشاشات.
والواقع أنني تابعت عقب المباراة منابر إعلامية عالمية عديدة سلَّطت الضوء على لقاء الهلال والنصر، الذي انتهى هلاليًّا بهدفي إيجالو، هذا الاهتمام العالمي بلا شك يضيف قيمة كبيرة للدوري السعودي ويبلور أحد الأهداف الاستراتيجية وراء التعاقد مع رونالدو، ولكنه في الوقت نفسه ينتقص من رصيد كريستيانو رونالدو لدى محبيه محليًّا وعالميًّا ليس فنيًّا، فالجميع يعلم أن رونالدو ليس كما كان وذلك أمر طبيعي، ولكن الامتعاض مع ذكر ميسي والتفاعل سلبًا مع الجماهير أمور سلبية تتفاقم عندما تصدر منه تصرفات مشينة أو لا أخلاقية، وإذا ما مرت مرور الكرام فهي بكل تأكيد تلقي بظلالها السلبية على اللجان المعنية، ويبقى السؤال ماذا لو صدرت مستقبلًا مثل هذه التصرفات من لاعب آخر؟
أعود للمباراة وأقول إن الكبار لا يموتون لربما يمرضون، ولكن سرعان ما يعودون، تلك حقيقة جسدها الهلال في الديربي أمام النصر، فبعد ثلاثة إخفاقات متتالية ووسط زحمة اللقاءات وتقارب الزمان استعاد الزعيم تماسكه، واستطاع أن يهزم غريمه التقليدي بثنائية مستحقة عطفًا على المستوى الكبير الذي قدَّمه.
في المقابل النصر لم يقدم أي شيء يستحق الذكر سوى مناوشات بين حين وآخر واجتهادات فردية لا أكثر، ووضح تأثير القرار الخاطئ والقاضي بإقالة المدرب جارسيا قبل الديربي كاستجابة لرغبة رونالدو ورفاقه، بينما لم يقدم البديل ما يشفع لاستمراره.
عمومًا الهلال بفوزه على النصر صالح جماهيره وأنعش ـ رقميًّا ـ حظوظه في بطولة الدوري، وردم الفارق بينه وبين المتصدر إلى (7) نقاط فقط، وإن كان متقدمًا في عدد المباريات، في حين أن النصر لم يبتعد كثيرًا عن المتصدر فما زال الفارق (3) نقاط ومتقدمًا بلقاء عن الاتحاد الذي تنتظره سبعة لقاءات صعبة، فمن يتوقع أن الأمور حسمت لمصلحته فهو واهم، فالبطولة ما زالت في الملعب وفرص الفوز بها متاحة أمام الاتحاد والنصر والشباب والهلال.
عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.