2023-04-23 | 23:53 مقالات

حذّرتك يا رونالدو

مشاركة الخبر      

أسوأ شيء عندما يتأثر اللاعب بما يحدث خارج المستطيل الأخضر، ولن ترحمه جماهير الخصم عندما تجد أي شيء يفقده تركيزه داخل الملعب.
ليس من مصلحة كريستيانو رونالدو أن يدخل في جدل حول تفسير حركته لجماهير الهلال بعد استفزازه بترديد “ميسي ميسي”، فهناك مَن صنَّفها بـ “حركة غير أخلاقية”، مؤكدًا ضرورة معاقبته من قِبل لجنة الانضباط، في حين برَّرها عددٌ من جماهير النصر بأن اللاعب كان مصابًا، ولم يقصد أي شيء، وأن الحركة عاديةٌ في الملاعب.
قبل نحو شهر، كتبت في هذه الزاوية تحت عنوان “استفزاز رونالدو بميسي”، وتحديدًا في 12 مارس 2023: “ميسي.. ميسي بصوت أكثر من 50 ألف مشجع اتحادي في الجوهرة! نداء تكرَّر كثيرًا في كلاسيكو الاتحاد والنصر، فما الذي كان يحدث عندما كانت الجماهير الاتحادية تصرخ بصوت عال ميسي.. ميسي؟ قبل انطلاق المباراة كان كريستيانو رونالدو يشير إلى أرض الملعب، ويقصد أنا هنا، وسأهزمكم، وأنا أفعل، لا أتكلَّم، وقبل هذا الكلاسيكو، وتحديدًا بعد انتهاء مباراة النصر والباطن، وأثناء خروج كريستيانو من ممر اللاعبين، طفلٌ من المشجعين صرخ: ميسي أفضل منك. ‏ليردَّ رونالدو: إذًا اذهب وشاهده، لماذا أنت هنا. في كل مرة كانت جماهير الاتحاد تردِّد بصوت عال ميسي.. ميسي، كانت لغة جسد رونالدو تعبِّر عن غضبه، واختتم ذلك بعد نهاية المباراة بركل قوارير الماء أثناء خروجه من الملعب، وهو يتحدث بنبرة غضب، لا أعرف هل سببها هزيمة فريقه النصر فقط، أم صرخات جماهير الاتحاد التي زادت الطين بلة. مَن يقرأ تاريخ المدرَّجات السعودية، سيجد فيها كثيرًا من العبارات الاستفزازية للاعبي الخصوم، أو الأندية المنافسة! وينه وينه.. نيجيريا نيجيريا.. نيفيه نيفيه.. فقراوي فقراوي.. يا بكاية يا بكاية”.
لا يبقى إلا أن أقول:
كريستيانو رونالدو أدخل نفسه “عش الدبابير”، وخلق أزمةً جماهيريةً، ستلاحقه في كل مباراة داخل الملعب وخارجه من أجل استفزازه، ولا أستبعد أن يستيقظ من نومه صباحًا، ويقف في طابور، ليشتري “التميس والفول”، فيسمع شخصًا من خلفه في الطابور يقول له: “حرّك يا ميسي ورانا دوام”.
يجب أن يفهم كريستيانو تركيبة المشجع السعودي، وأنه يحبُّ استفزاز مَن يلعب ضده، وعندما يردد “ميسي.. ميسي”، فلا يقصد بذلك أنه أفضل منه، هو فقط اكتشف عبارة تُغضبه، و”مسكها عليه”، وهذا المشجع نفسه، كان يردد في كأس العالم “ميسي وينه كسرنا عينه”.