أنمار الفاشل ارحل!
لا غرابة أن يحقق فريق الاتحاد بطولة دوري روشن السعودي، فعميد الأندية يمتلك إرثًا وتاريخًا كبيرين في منصَّات التتويج المحلية والقارية.
عقدٌ من الزمن وأكثر، تكالبت فيه الظروف على الاتحاد على مختلف الأصعدة، أزماتٌ خارجية، وصراعاتٌ داخلية، دفع ضريبتها العميد بالغياب عن التتويج، وتجرُّع مرارة الاقتراب من الهبوط.
حقًّا النمر الجريح نهض مجددًا، وكأنه تعافى من كل الظروف القاسية التي عاشها.
الرحلة من تهديد الهبوط إلى منصة التتويج بطلًا فيها درسٌ وعبرةٌ لكثير من الأندية، التي يجب أن تتعلَّم من كفاح العميد.
قبل ثلاث سنوات، وتحديدًا في السنة الأولى للإدارة الحالية، الأغلبية في المدرَّج الاتحادي من إعلاميين وجماهير، طالبوا برحيل إدارة أنمار الحائلي بسبب سوء نتائج الفريق، وتهديده بالهبوط، والبقاء بصعوبة في الدوري خلال الجولات الأخيرة.
كان من السهل أن يرفع الرئيس الاتحادي وأعضاء مجلس إدارته راية الاستسلام، ويرحلوا من المشهد الرياضي بالاستقالة، لكن ماذا حدث؟
الإدارة كانت تدرك حينها أن مشكلة الاتحاد الحقيقية تكمن في عدم الاستقرار الإداري، وأن الاستقالة ليست علاجًا، بل ستعمِّق الجراح وتعقِّد المشكلة.
ما جعل الاتحاد بطلًا لدوري روشن السعودي اليوم، هو رفض أعضاء مجلس إدارة النادي الاستقالة، وصبرهم، وتحمُّلهم كل عبارات التجريح من الجماهير، لأنهم كانوا يدركون أن عودة العميد إلى موقعه الطبيعي، تحتاج إلى الاستقرار الإداري أولًا وقبل كل شيء.
لا يبقى إلا أن أقول:
مشكلة كثير من الأندية السعودية، أن كرسي مجلس الإدارة لا يختلف عن كرسي الحلاق، يتغيَّر مَن يجلس عليه بشكل مستمر!
الجماهير بطبيعتها عاطفية، ولا يرضيها إلا تحقيق البطولات، لذا عند أي إخفاق لفريقها، تراها تعلِّق المشانق لمجلس إدارة النادي قبل أي طرف!
القاعدة الأساسية لنجاح أي نادٍ، هو العمل التراكمي لمجلس إدارته من خلال تصحيح السلبيات في الموسم الماضي، وتعزيز الإيجابيات.
لو رحل أنمار الحائلي حينها، لكان الاتحاد يعاني إلى اليوم من المشكلات الإدارية والفنية، ولنا في بطولة الاتحاد درسٌ عظيمٌ لكل مشجع ردَّد ارحل ارحل يا أنمار، أنت فاشل!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.