وداعا دوري «المتطوعين»
الدوري السعودي للمحترفين لن يبقى بصيغته الحالية مجرد فرق يتمُّ ترميمها من قِبل مسؤولي الأندية بناءً على مواردها التي تأتي من دعم الوزارة، أو من بعض عقودها الاستثمارية.
الدوري المقبل واضحةٌ معالمه بأنه سيكون دوريًّا مختلفًا عن كل الدوريات منذ بدء ركل أول كرة قدم على الملاعب الترابية حتى صافرة النهاية للقاء تتويج الاتحاد مساء الأربعاء الماضي.
حديث سمو وزير الرياضة لوسائل الإعلام، بعد لقاء التتويج، قدَّم رسالةً واضحةً بأن الدوري المقبل مختلفٌ، وسيكون مشروعًا حكوميًّا كبيرًا لنقل المسابقة من مرحلة الاجتهادات إلى واقع الاحترافية الكاملة في كافة جوانبه، بدءًا بإبرام تعاقدات عالمية مع لاعبين ومدربين، سيجعلون دورينا ضمن الدوريات الخمسة الأولى على مستوى العالم.
هذه القفزة الكبيرة وغير المسبوقة للدوري السعودي، لن تكتفي باستقطاب اللاعبين والمدربين العالميين فقط، بل وأتوقَّع أن يصاحبها أيضًا تغييرٌ في كيفية إدارة المنظومة الإدارية لكل نادٍ بما يتناسب مع هذه المرحلة، فليس من المعقول أن يقود رؤساء متطوعون، تختلف تخصصاتهم العلمية، وتتفاوت مهاراتهم الإدارية منظومةً محترفةً، لا تقبل بالخطأ أو الاجتهاد.
الدوري المقبل، ستختلف معاييره في كافة عوامله، داخل الملعب وخارجه، ويجب أن تكون له هويةٌ واضحةٌ في نوعية الملاعب والنقل التلفزيوني، وإن كانت الملاعب كذلك مشروعًا آخر، تعمل عليه الدولة، مثل تطوير الملاعب الحالية، أو بناء ملاعب جديدة، تتناسب مع مرحلة المشروع السعودي بأن يصبح موطنًا للأحداث الرياضية العالمية.
تصريح وزير الرياضة بأن هناك مفاجآت في المرحلة المقبلة، تتعلَّق بدورينا، هي نافذة أمل لفكر آخر، تتغيَّر من خلاله كل أركان اللعبة، إداريًّا وفنيًّا وتسويقيًّا، بالتالي فإن هذا المشروع قد لا يستوعب بعض مَن يديرون الأندية حاليًّا، فلكل مرحلة متطلباتها واحتياجاتها من القدرات الإدارية التي تتناغم مع التوجُّه الجديد لشكل وسياسة إدارة الأندية.
دورينا المقبل، أتوقع أن يكون الأخير فيما يخصُّ التعاقدات العشوائية الفاشلة التي استنزفت موارد الأندية، وأدخلتها في سلسلة ديون وقضايا وشكاوى، لم يخرج كاسبًا منها إلا “السماسرة ومَن معهم”!، وأعتقد أن هذه المرحلة ستختفي، فالتغيير قد يطال كل شيء، وهذا ما نتوقعه ونتمناه وننتظره بفارغ الصبر.
ملاحظة
ما ذكرته في الأسطر السابقة مجرد قراءة لتصريح سمو وزير الرياضة، وليس معلومة.