2023-06-02 | 01:51 الكرة السعودية

هدف كورونادو.. ركلة حمد الله.. وتمريرة شراحيلي
10 خطوات قادت الاتحاد نحو اللقب

الدمام - خالد الشايع
مشاركة الخبر      

لم يكن فوز فريق الاتحاد الأول لكرة القدم بلقب دوري روشن السعودي نتيجة عمل موسم واحد، إذ بدأ العمل على ترتيب الأوراق منذ نهاية الموسم الماضي، الذي كان صادمًا، مدرب جديد، لاعبون جدد، منهجية جديدة، معسكر خارجي، وعشرات التحولات في مسيرة البطل، انتهت باحتفال النمور بلقب الدوري. اللقب الأهم، لم يأتِ نتيجة فوز واحد، أو تعثر خصم، كان عبارة عن سلسلة من الانتصارات والمباريات، بدءًا من الفوز على العدالة، ثم العبور الصعب أمام الرائد، ثم تجاوز عنق الزجاجة أمام الطائي، والتغلب على عثرة الهلال، وقلب الطاولة على النصر، وأخيرًا تجاوز الشباب الصعب وثلاثية الفيحاء، كثيرة كانت محطات اللقب الصعبة، فيما يلي أبرز عشر منها:

الاستشفاء من الصدمة
عانى الاتحاديون من صدمة مريرة، بعد فقدان لقب الدوري السعودي للمحترفين، على الرغم من تقدمهم على الهلال بـ 16 نقطة، وانتهى الفريق ثانيًا بفارق نقطتين عن الهلال الذي طار باللقب، سريعًا اتخذت إدارة الاتحاد عدة خطوات جادة للاستشفاء، وإعادة توازن اللاعبين المحبطين، كانت الخطوة الأولى عدم التجديد للروماني كوزمين كونترا مدرب الفريق الذي تحمل جزءًا كبيرًا من مسؤولية الإخفاق.
في وقت سعت فيه إلى تطعيم الفريق بعدد من العناصر، وفق الاحتياجات والإمكانات المالية، ونجحت في تجديد وإبقاء عقود أهم لاعبي الفريق أمثال البرازيلي جروهي، ومواطنيه رومارينيو وكورونادو، وعدم التفريط في هنريكي، لاعب الوسط، وكذلك إبقاء المصري أحمد حجازي.

التعاقد مع سانتو
في 4 يوليو 2022، أعلن نادي الاتحاد التعاقد مع المدرب البرتغالي نونو إشبيريتو سانتو لتولي منصب مدرب الفريق الأول، خلفًا للروماني كوزمين كونترا.
يملك المدرب البرتغالي سيرة ذاتية مميزة من خلال قيادته العديد من الأندية الأوروبية يتقدمها فالنسيا الإسباني وبورتو البرتغالي وولفرهامبتون وتوتنهام الإنجليزيان. والأهم أنه يملك منهجية جديدة تتناسب مع قدرات لاعبي الاتحاد، ومختلفة تمامًا عن تلك التي يسير عليها مدربوه السابقون، التي كانت سببًا في ابتعاد الفريق عن بطولة الدوري. لم تهتز الثقة الاتحادية في المدرب الذي حقق الفوز في أربع مرات فقط في المباريات السبع الأولى للفريق، لأنه لم يخسر فيها، وبدأ الفريق يتطوَّر فنيًّا من مباراة لأخرى، متشربًا طريقة المدرب الدفاعية، التي جعلت الوصول إلى مرماه صعبًا، في أول عشر مباريات للفريق لم تهتز شباكه إلا في ثلاث مناسبات فقط، وانتهى الموسم بـ 13 هدفًا فقط في مرماه، فيما سجَّل 60 هدفًا.

معسكر ناجح
منذ نهاية الموسم الرياضي وضعت إدارة الاتحاد سياسة واستراتيجية واضحة، تكمن في العمل، بعيدًا عن ضوضاء الإعلام والمصادمات والتصاريح الإعلامية الصدامية، وهو ما انعكس إيجابًا على الهدوء داخل البيت الاتحادي طوال الموسم.
كانت البداية في معسكر النمسا، الذي استمر نحو ثلاثة أسابيع، وفيه رتب البرتغالي سانتو الفريق حسب توجهه الفني.
خاض الفريق خلال المعسكر ثلاث مباريات تجريبية، الأولى أمام فيورنتينا الإيطالي، والثانية أمام ريد بول سالزبورج النمساوي، واختتم المعسكر بمواجهة الوحدة الإماراتي، وفي نهاية المعسكر قرَّر المدرب الاستغناء عن عدد من اللاعبين كان في مقدمتهم الحارس الشاب محمد أبو عصيدة، ومعه المدافع زياد الصحفي، عمر الجدعاني، محمد العوفي، وأحمد باحسين لاعب الوسط.

ترميم طارق وهيلدر
بعد نهاية الموسم الماضي بدا واضحًا أن الفريق يعاني من المحور، فكان الخيار الأمثل التعاقد مع المصري طارق حامد في 24 يوليو 2022، قادمًا من الزمالك المصري، على الرغم من أن هذه الخطوة واجهها غضب جماهيري، بعد أن كانوا يمنون النفس بلاعب ذي اسم أكبر، ولكن بعد مباريات قليلة برهن المحارب المصري أنه ضالة الاتحاد.
أيضًا تعاقدت الإدارة مع الأنجولي هيلدر كوستا بنظام الإعارة موسمًا واحدًا قادمًا من ليدز يونايتد.
أسهم الثنائي في إعادة التوازن إلى الوسط، على الرغم من أن هيلدر لم يشارك سوى في 18 مباراة، فيما شارك حامد في 24 مباراة، وكان واحدًا من أسرار قوة الدفاع الاتحادي.

تعليق عقوبة حمد الله
واجه الاتحاد مشكلات قانونية كبيرة مطلع الموسم، كان يمكن أن تؤثر في مسيرته، تعرض هدافه عبد الرزاق حمد الله للإيقاف على خلفية ما عُرف بقضية التسجيلات، ثم تعرض لاعبه مهند الشنقيطي للإيقاف لمدة شهرين، على إثر تخلفه عن معسكر المنتخب الأولمبي دون عذر، على الرغم من ذلك الفريق واصل مزاحمته على الصدارة وسعيه إلى الحفاظ على قوته وحضوره وشخصيته والتمسك بحظوظه في تحقيق لقب الدوري.
في 7 سبتمر تلقى الاتحاد خبرًا سعيدًا بتعليق العقوبة الصادرة من لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم بحق عبد الرزاق حمد الله، لاعب الفريق، قبل أن يقلصها مركز التحكيم لاحقًا والاكتفاء بالإيقاف لمدة أسبوعين.

عبور صعب أمام الطائي
عانى الاتحاد من مباريات صعبة، بالكاد انتزع الفوز فيها في آخر الدقائق، بفارق هدف وحيد، غير أن مباراة الطائي في ختام الدور الأول في حائل كانت حالة مختلفة، لم ينسَ الاتحاديون أن التعادل السلبي مع الطائي في الموسم الماضي كان السبب في خسارتهم اللقب. الفوز الصعب كان تحقق للاتحاد مرتين قبل الطائي، أمام الرائد والوحدة، وفي كلتا المرتين كان المنقذ مدافعه أحمد حجازي، غير أن مباراة الطائي كان لها وقع آخر.
في 6 نوفمبر الماضي لاح شبح مباراة الموسم الماضي، بعد أن عجز الفريق في هز شباك الطائي طوال التسعين دقيقة، قبل أن ينجح البرازيلي إيجور كورونادو في هز الشباك بعد خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي، ويبقى الفريق في المنافسة.


هدف روما على النصر
في التاسع من مارس استقبل الاتحاد، ثاني الترتيب، النصر المتصدر في مباراة مفترق طرق للفريقين، بعد 80 دقيقة عصيبة، نجح البرازيلي رومارينيو دا سيلفا في تسجيل هدف الفوز الوحيد، بعد صناعة جريئة من المدافع أحمد شراحيلي، الذي ترك منطقته واندفع بقوة نحو ملعب النصر.
الفوز الاتحادي نقله إلى قمة الترتيب، متفوقًا على النصر واستمر محافظًا على القمة حتى نهاية الدوري، بعدها فاز الاتحاد على الفتح بالخمسة، ثم الوحدة ومباراة بعد أخرى، اكتسب اللاعبون ثقة كبيرة في النفس، خاصة أنه في الوقت ذاته كان النصر يخسر من الهلال، ويبتعد أكثر عن الصدارة، ليمهد الطريق لمنافسه.

الاعتماد على الأجنبي
منذ المباراة الأولى قرَّرت إدارة نادي الاتحاد الاعتماد على التحكيم الأجنبي، مبتعدين عن مشكلات التحكيم المحلي، قاد أول مباراة للاتحاد أمام العدالة حكم أجنبي، واستمر الوضع في بقية المباريات مستفيدًا من قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي فتح سقف طلب الحكام الأجانب لجميع المباريات حتى التي تلعب خارج الديار.
عدا المباراة الأخيرة للفريق التي كانت مباراة التتويج قاد حكام أجانب مباريات الاتحاد، بتكلفة بلغت أكثر من 7 ملايين ريال، بتكلفة 250 ألف ريال لكل مباراة.
وكانت الإدارة تسدد مبالغ مباراتين إلى ثلاث تحسبًا لانتهاء المهلة المحددة لطلب الحكام الأجانب.

قياسية جروهي
في 5 أبريل بات البرازيلي مارسيلو جروهي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الحفاظ على شباكه نظيفة، مزيحًا العملاق محمد الدعيع الذي تربع على العرش لفترة طويلة.
حافظ البرازيلي على شباكه نظيفة 15 مرة حتى مباراة ضمك قبل أن يواصل تألقه ويكمل الموسم بـ 18 مباراة بشباك نظيفة، ولم يدخل مرماه طوال 30 مباراة سوى 13 كرة فقط، متفوقًا على أقرب الحراس له، عبد الله المعيوف بثماني مباريات.
خلال الموسم الجاري شارك جروهي في جميع مباريات الاتحاد، وخلالها تصدى لـ 59 كرة والتقط 25 أخرى، وأبعد عشر كرات بالقبضة، وفوق كل هذا بلغت دقة تمريراته 71 في المئة، وحقق مراوغة ناجحة واحدة.

هزيمة الشباب والفيحاء
بعد الفوز على النصر، وتعثر الأخير أمام الهلال، كانت الأمور تصب لصالح الاتحاد، بيد أن مباراة الشباب في جدة كادت تعيد خلط الأوراق مجددًا، وتقرب النصر أكثر منه.
سارت الأمور صعبة، بعد أن أدرك الشباب التعادل بركلة جزاء، ثم حصل الضيوف على ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة. حبس الاتحاديون أنفاسهم عندما تقدم آرون بوبيندزا للركلة، واستعادوا أنفاسهم بعد أن أهدرها بشكل غريب. وبعد أن كان الاتحاديون يعيدون ترتيب أنفسهم راضين بالتعادل، رموا بكل الأوراق من أيديهم، بعد حصولهم على ركلة جزاء سجَّلها حمد الله، وضمن بها النقاط الثلاث التي جعلت الفريق يحافظ على صدارته. حتى بعد أن تعادل الاتحاد لاحقًا مع الهلال، كانت أموره تسير بشكل جيد، مستفيدًا من تعرض النصر للتعادل أمام الخليج، ومن قبلها أمام الفيحاء، قبل أن تُحسم الأمور لصالح النمور بالفوز على الفيحاء 3ـ0، وتعثر النصر أمام الاتفاق.