النظام الرياضي
الجديد
بعد أن هيَّأت القيادة لشعبها منصة، يعتليها مطلقًا لأحلامه العنان، معززًا بدعم وتشجيع غير مسبوقين، حق له أن يختار لنفسه المكان والمكانة التي تعكس قيمة البلد وحجم قادته ومواطنيه، فجعل في مقدمة سردية انتقال “ليونيل ميسي” عرض تعاقد ناد سعودي لتطغى على تفاصيل قصص الإعلام العالمي وأخباره، التي تتسابق لمعرفة تحديد وجهته كمحتوى مثير لعبت عليها منصات الأخبار، وكبريات الصحف المتخصصة، بأساليب ومهنية وتوجهات مختلفة، حقق منها كل طرف فائدة قصدها.
وحين أعلن الأفضل في العالم لسبع مرات، قراره النهائي قبول عرض “إنتر ميامي الأمريكي”، كان من يحمل آخر جوائز الأفضل الفرنسي كريم بنزيما، قد وقع للنادي السعودي الآخر، ومعه ظلت الأندية السعودية في صدر الأخبار، تمامًا كما حبست صفقة كريستيانو رونالدو أنفاس عالم النجوم والمشاهير، عند وصوله الرياض ولعبه في الدوري السعودي، كان هذا كما ظهر، وكأنه مفتاح بوابة مشروع الاستثمار والخصخصة الرياضي الذي أطلقه، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
المشروع الذي يهدف لنقل الدوري السعودي، للمرتبة العاشرة عالميًّا بعد أن يضبط أداء الأندية، بنظام إداري مالي قانوني، يهيئ لجعلها “منتجًا” يمكن استثمار عوائده لخزائن الدولة التي تحملت أعباءها لأكثر من ستة عقود، ويضمن للأندية أيضًا استدامة مالية تجعلها ماضية في التنافسية محليًا وخارجيًا، لتنتقل بعد سنوات إلى القطاع الخاص ككيانات ربحية في نهاية مراحل المشروع مع الحفاظ على تاريخها، ومضاعفة منجزاتها وشعبيتها.
أكثر ما يمكن قربًا لوصف وتسمية، مشروع الاستثمار والتخصيص الرياضي بأنه “النظام الرياضي الجديد”، ومعه ليس من السهل القطع بقراءة مستقبل المشروع، دون فهم متخصص عميق، من أجل شرح يبسط تفاصيل استراتيجيته وأهدافه، والرد على استفهامات وأسئلة دارت حوله، بعضها عن معرفة، وأخرى نتيجة هواجس، مع الجزم أن مع الوقت ستزداد الصورة وضوحًا، وقبلها وبعدها، أن الجميع على ثقة لا يخالطها أدنى شك بأن “المشروع” من شأنه أن يسهم في نقل الأندية الرياضية، و”كرة القدم السعودية” على وجه الخصوص في الخمس سنوات المقبلة إلى مرتبة كانت تحتاج لأن نصل إليها لخمسة عقود.
وليس ببعيد عن المشروع، يبرز سؤال مشروع: أين سيكون النقل التلفزيوني وبرامجه المصاحبة من “المشروع”؟ هل سيضيف له أم يخصم من رصيده؟ بل وأين الإعلام برمته واتحاد الكرة والرابطة، ما الذي نحن جميعًا يمكن لنا أن نساهم به، أو أن نتوقف عنه كيلا نلحق الضرر بالمشروع، أونخل بهذا النظام الرياضي، الجديد على الجميع؟.