القحطاني يوفر السائق.. ينتظر الزوجة.. ويستوقف زوار تمنية بيجو
تعيد الزمن 3 عقود
تحاكي سيارة بيجو، موديل 1974م، يحتفظ بها يحيى القحطاني، الموظف المتقاعد، أمام منزله في مركز تمنية التابع لمنطقة عسير، أجواء رحلة السفر بين أبها والرياض قبل عقود.
ويمنع القحطاني محاولات تحريكها عبر تثبيتها بكتل حجرية تملأ المساحة الواقعة أسفل هيكلها بين إطاراتها الأربعة من جميع الاتجاهات.
وعملت تلك السيارة طويلًا في نقل الركاب من أبها إلى الرياض والعكس، قبل توقفها عن الخدمة منذ نحو ثلاثة عقود، ليعثر عليها الموظف العسكري السابق مهملة داخل إحدى المزارع، ويقرر تحويلها إلى تحفة تراثية، تُوقِف الأجيال الجديدة على أجواء السفر قديمًا، حسبما روى لـ “الرياضية”. وعندما وجدها كانت محتفظة بطلائها الأصفر المميز لسيارات الأجرة في السابق، فيما جدد القحطاني كتابة بعض الكلمات على سطحها الخارجي مثل “أجرة” و”أبها ـ الرياض” حتى تستعيد كامل هويتها، ووضع خلف مقودها دمية لسائق يحمل ملامح عسيرية ينظر من النافذة، كأنه يتطلع إلى المسافرين.
وفي الفترة المقبلة، يخطط على إضافة دمية أخرى لزوجة السائق، تقود السيارة نيابة عنه، لربط التراث بالواقع الجديد الذي سُمِح فيه للمرأة بالقيادة، وسيضع أيضًا شنطة سفر أعلى السقف إكمالًا للمشهد.
ووفقًا للقحطاني، قاومت جميع أجزاء السيارة عوامل الزمن باستثناء المحرك الذي فقد وظيفته تمامًا، فنزعه ووضع مكانه تربة طينية، زرع فيها نباتات مختلفة من بيئة المنطقة.
وتستوقف التحفة التراثية المارة من أهل المنطقة وزوّارها الذين يحرصون على التقاط صور معها أثناء تنقلهم بين المعالم السياحية في مركز تمنية.