حتى يكتمل
الأهلي!!
الحديث عن الوصول إلى مرحلة الرضا الكامل عن الأداء الذي تقدمه كتيبة المدرب الألماني يايسله مع الأهلي، لا يزال مبكرًا فالفريق كمجموعة، حقق العلامة الكاملة في مبارياته الأربع التي خاضها حتى الآن بالدوري، لكنه لا يزال دون المستوى المطلوب في العمل الجماعي، خاصةً في مركز وسط الملعب، إذ إن “الثقوب الفنية” واضحةٌ في هذا المركز، الذي يوجد فيه لاعبٌ أجنبي وحيد، وهو “كيسيه”، حيث يحاول أن يتأقلم مع مركز المحور المتأخر مع أن معطيات لعبه، وأماكن وجوده أثناء الهجمة، تؤكد أنه يلعب بعقليه لاعب “مركز 8”، وهناك فرقٌ كبيرٌ بين خصائص ومتطلبات المركزين.
أيضًا، لا تزال هناك فراغاتٌ واضحةٌ في الثلث الأخير للفريق، وخلف ظهيري الجنب، وهذا يعود لعمل المدرب، الذي ينتهج الأسلوب الهجومي للظهيرين في الوقت نفسه، وهذه مخاطرةٌ قد يدفع الفريق ثمنها عند مقابلة “فرق الند”.
أضف إلى ذلك أن الأسلوب الحماسي والاندفاعي لمتوسطي الدفاع إيبانيز وأدميرال، لا يناسب كثيرًا متطلبات المركز، فهذا المركز يحتاج إلى لاعب قائد هادئ، يجيد تحريك مجموعة الدفاع في حالتَي الدفاع والهجوم، وأثناء بناء الهجمة، وهذه النقطة، وأقصد اللاعب القائد، مسؤولية المدرب في تنبيه أحدهما، والاعتماد عليه بأن يكون قائدًا لمجموعة الدفاع، وليس شرطًا أن يقوم الجميع بدور الجنود المحاربين.
الأهلي حاليًّا يمتلك لاعبين ذوي جودة عالية، لكنه لا يمتلك فريقًا بمفهوم التناغم وتوزيع الأدوار والمهام، وقد يتحقق ذلك مع الوقت، أو بعد انضمام الإسباني فيجا للمجموعة بدءًا من مباراة الفريق المقبلة أمام الفتح.
الدوري طويلٌ، وما تحقق للفريق في الجولات الأربع الماضية مجرد بداية جيدة، لكن استمرارها يحتاج إلى عمل فني مختلف، وتعاقدات محلية، تسد النواقص وتعزز الدكة.
الفريق يحتاج إلى ظهير أيسر محلي، يسدُّ الفراغ الذي سيتركه رحيل أليوسكي، الذي غادر القائمة بداعي احتياج الخانة لتسجيل الإسباني فيجا، ويحتاج للاعب محور متأخر شرس، يجيد الافتكاك وإقفال المساحات التي يتركها تقدم ظهيري الجنب، وهذه المطالبات الفنية تحتاج إلى جهد أكبر من مسيّري النادي لتوفيرها قبل إغلاق سوق الانتقالات. الوقت يمضي، وما لم يتحقق خلال هذا “الميركاتو” قد يتأجَّل لفترتَي تسجيل مقبلتين إذا لم تنجح محاولات رفع الإيقاف، والسماح بقيد اللاعبين في فترتي التسجيل المقبلتين، وهذه مهمة أخرى شاقة تنتظر الأهلي ومسيّريه.