النجمة المصرية تكشف كواليس فيلمها الجديد وتتحدث عن التنوع في أعمالها إسعاد:
«عصابة عظيمة» استفزّني
عادت النجمة الكبيرة إسعاد يونس إلى شاشة السينما منتجةً وممثلةً عبر فيلمها الجديد “عصابة عظيمة”، الذي تشارك في بطولته مع عدد كبير من فناني الكوميديا. وخلال العرض الخاص بالفيلم في إحدى دور السينما المصرية، التقتها “الرياضية”، فكشفت لنا عن إيمانها بموهبة المخرج وائل إحسان، مؤكدةً أنها لا تُقدِّم عملًا لا تجد فيه ما يستفزُّها، كما تطرَّقت إلى عديد من الموضوعات الفنية.
01
“عظيمة”، الدورُ الذي تؤدينه في الفيلم، شخصيةٌ كفيفة، وهي ليست بالشخصية الجديدة سينمائيًّا، فما الجديد الذي حمَّسكِ لـ “عصابة عظيمة” منتجةً أولًا، ثم ممثلة؟
هناك عديدٌ من العوامل جذبتني لهذا العمل، من أهمها أنني أفضِّل المشاركة في الأعمال الواقعية التي تتناول هموم الناس ومشكلاتهم وتلامس قلوب الجمهور. منتجةٌ، أو ممثلةٌ، أنا بطبعي أحبُّ أن أكون قريبةً من الناس، وأن أقدم لهم أعمالًا، تحاكي واقعهم، والتجربة بالنسبة لي كانت استفزازًا شديدًا من هاجر الإبياري، لأنها قدَّمت لي فكرةً جديدةً ومختلفة، فعلى الرغم من أن شخصية الكفيف أدّيت في أفلام كثيرة، إلا أن هذا الفيلم منحها الاحترام الكافي، فقد كانت رياضيةً وبطلةً أولمبيةً.
02
ماذا تقصدين بأن الفيلم منح هذه الشخصية الاحترام الكافي؟
على الرغم من أنها كفيفة، إلا أن هناك كثيرًا من مشاهد الأكشن، تؤديها “عظيمة” على الشاشة بشكل كبير وقوي، فهي قادرةٌ على معرفة المسافات بأذنها واتجاه الهواء، وهذا دليلٌ على احترام هذه الشخصية.
03
كيف كانت تجربتكِ مع المخرج وائل إحسان؟
استفدت كثيرًا من العمل معه بوصفي ممثلةً، فقد عملنا معًا من قبل في فيلم “أمير البحار”، و”وش إجرام”، وبوصفي منتجةً في “عصابة عظيمة”، فهذه المرة الأولى التي أقف فيها أمام كاميرا المخرج وائل إحسان بهاتين الصفتين، وأنا من أشد المؤمنين بموهبته الإخراجية، وأدرك تمامًا أنه عندما يتحمس لعمل ما، فمن المؤكد أنه سيكون عملًا فارقًا لكل المشاركين، وأنه سيطرح تصورًا جديدًا ومختلفًا، فهذا ما اعتدت على أن أراه منه، لكونه يهتم بالتفاصيل.
04
بالنسبة للكاتبة والمؤلفة إسعاد يونس، كيف رأيتِ “عصابة عظيمة”؟
أكثر ما جذبني للعمل الواقعيةُ التي تتحلى بها كل شخصيات العمل، فالكاتبة هاجر الإبياري استطاعت أن تنسج خيوط العمل دراميًّا بشكل متشابك ومتكامل، على الرغم من الاختلاف الطبقي بين الشخصيات داخل إطار كوميديا الموقف. دائمًا ما يجب أن تحوز القصة إعجابي، وتلفت انتباهي، فأنا لا أفضل تكثيف الأحداث بحشو غير هادف، فالكتابة لها قوانين ويظل الهدف الأسمى هو عرض قصة متكاملة، وهو ما جذبني في قصة الفيلم.
05
عادةً تحضرين للشخصية التي ستؤدينها؟
الإنسان عبارة عن كتلة مشاعر، يجسدها الممثل بطريقة هادفة، فعندما تعرض عليَّ شخصيةٌ ما، أبحث داخل ذاكرتي في الشخصيات العديدة التي قابلتها في حياتي، لأستلهم منها الخطوط العريضة للشخصية، ثم أبدأ في التعايش التام معها. هناك شخصيات أشعر بأنها تتغلغل داخلي حتى أصل معها إلى درجة التوحد، و”عظيمة” من هذه النوعية من الشخصيات، وقد تذكرت جاري وصديقي الموسيقار الراحل عمار الشريعي، إذ كنت دائمًا ما أطلب منه أن يعلمني الاستشعار بما حولي دون أن أراه، وهو ما قدمته من خلال هذه الشخصية على الشاشة.
06
كيف حافظتِ على مكانتكِ ونجوميتكِ طوال هذه الأعوام؟
احترام الجمهور كلمة السر في ذلك، فأنا لم أقدم عملًا خذلت به الجمهور، ومن هنا أقول إن المصداقية هي التي جعلت لي مكانة مستمرة في قلوب المشاهدين، كما أن الفنان لا بدَّ أن يقول “لا” لبعض الأعمال، لأن قوة الرفض مهمة، ومن هنا كنت حريصة على تنويع أعمالي.
07
الفيلم حمل توقيع عديد من النجوم الشباب، كيف تصفين التجربة؟
رائعة بكل صدق، والبطولة الجماعية هنا شيء صحي جدًّا، وخطوة مهمة لصناعة السينما، وليست بالجديدة على السينما المصرية، فمنذ أفلام “الأبيض والأسود”، ونحن نرى أعمالًا تحمل توقيع أساتذة فن السينما.
08
مَن إسعاد يونس، وهل تغيّرت مع مرور الأعوام؟
سؤال معقّد، لأنه يدخل إلى عمق الذات الإنسانية. ليس من السهل على المرء أن يغور في أعماق ذاته ليجيب عن أسئلة وجودية. أعتقد أنني أصبحت امرأة تعيش يومها، وتتمتّع به إلى أقصى الحدود، وأحبُّ الوقت الذي أمضيه مع نفسي، فالنضج حوَّلني إلى امرأة أكثر تفهمًا وتسامحًا.