بنزيما لاعب بمرتبة رئيس
استبعدت أن يتقدم لؤي ناظر لرئاسة الاتحاد في هذه المرحلة التي تغيرت فيها الأمور في الأندية من حيث الملكية والإدارة وآلية العمل، لأنه صاحب شخصية قيادية وهكذا شخصية لا تقبل بصلاحيات محدودة، ولكنه فاجأني وتقدم للرئاسة ليس ذلك فحسب، بل «وضرب على صدره» وأطلق وعودًا كبيرة لاقت استحسان الجماهير، ختمها بثناء على بنزيما.
ثم فجأة تقدم باستقالته بعد أيام لأسباب أبرزها انهيار صفقتي بيولي وثيات نزولًا عند رغبة بنزيما وبالتأكيد بدعم من صاحب القرار، وفي هذا الجانب لا ألوم ناظر، بل أعتبر استقالته فيها شيء من الشجاعة، فهل يعقل أن يكون للاعب سلطة أعلى من سلطة رئيس مجلس الإدارة؟ وليته كان لاعبًا قدَّم ما يشفع للاتحاد، بل هو عالة وأصبح بعد هذه الأحداث منبوذًا وغير مرحب به من قبل جماهير العميد، وفي ظل هكذا أجواء لا يمكن أن ينجح، فإذا كان صاحب القرار حريصًا على نجاح كريم فالأجدر نقله لنادٍ آخر لربما يستعيد فيه أمجاده.
وعلى الجانب الآخر فإنني ألوم لؤي ناظر، لأنه لم يقرأ المشهد الحالي جيدًا بكل متغيراته قبل أن يتقدم للرئاسة، كما أنه في أول مواجهة اختار الرحيل عبر استقالة لربما أراد استخدامها كوسيلة ضغط أو قد تكون لي ذراع، ولكن ليست في المكان ولا الزمان المناسبين فقُبلت، وبذلك طويت صفحة كانت تبدو أنها مشرقة للاتحاد، وجاءت بديلًا لها أخرى قاتمة مظلمة، لا شك ستلقي بظلالها السلبية على مسيرة الكيان والذي سيواجه أحد أصعب مواسمه في القادم من الأيام، فالرئيس الذي يقبل بتمرير أمور رفض أن يمررها ناظر لن ينال ثقة الجماهير، واللاعب الذي تقلد منصب الرئيس لن تقبله الجماهير، والمدرب الذي يفرضه لاعب لن ينال احترام الاتحاديين.
بقي أن أقول لمحبي الاتحاد لا تظنوا أن أحدًا سيتألم للاتحاد أكثر من الاتحاديين أنفسهم، ولا تعتقدوا أن انهيار الاتحاد يعني أحدًا سوى الاتحاديين أنفسهم، ولن ينتشل الاتحاد من محنته سوى الاتحاديين أنفسهم، فكونوا يدًا واحدة مع الكيان كما عودتمونا.