الهلال سلم والنصر استسلم
سلم الهلال مفاتيح لقب الدوري طواعية بعد أن خسر من الأهلي في مباراة طوق نجاة القى بها له الاتحاد بتعثره أمام الخليج تقلص بها الفارق إلى 5 نقاط ليردها له الهلال بخسارته نقاط الأهلي الثلاث زائد واحدة ليصبح الفارق 8 بدلًا عن 7 وهذه "لعبة الدوري"، لا "تحديات النيجري السيد مايكل إيمينالو".
واقع الدوري منذ أن هدأ صراع الهلال والاتحاد في العقد الأول من الألفية يسجل بلقب لكل من الشباب والفتح والأهلي والاتحاد وثلاث للنصر وسبع للهلال وهذه الحسبة تشبه تاريخ هذه الأندية في مسابقة الدوري عدا الفتح، مما يجعل رسم بعض علامات الاستفهام أو التعجب لواقع هذه الأندية الجيد أو الرديء حاليًا هروبًا من مواجهة الحقيقة.
لكن لا يمكن سلب حق كل ناد من العمل خلال كل موسم على القيام بمحاولات أما في المنافسة على اللقب أو الحصول على ترتيب مفيد أو جيد أو تأمين البقاء، وهي عملية تصطدم أحيانًا بمتطلبات لا بد من توفرها وإلا لن يتحقق الهدف أيًا كان، وبالتالي لا يجب التفتيش عن أعذار ومبررات أكثر من محاولة إعادة تجويد التحضير بكل متطلباته وإحراز النتائج الجيدة والمهمة في الوقت المهم.
الهلال ليلة رمضان ليس كما هو النصر ذات الليلة، حيث يواجه الأهلي أحد أندية الترتيب المتقدم والمؤهل عناصريًا وجماهيريًا لإحراز الانتصارات في أي مباراة يخوضها في الدوري، لكن الهلال كان الأحوج للفوز والأقرب، أما النصر فقد واجه العروبة في الجوف الذي لا يملك مقومات إحراج النصر لا التعادل معه أو الفوز فكيف خسر الهلال وفرط النصر وما الذي ترتب على ذلك؟.
خسارة الهلال مستحقة وإن كان السيناريو عكس سير مجريات المباراة، وفوز العروبة مفاجأة حتى وإن كان النصر سيئًا بلا هوية، ويلعب بطريقة تضمن إرضاء نجومه وتكتيك يجرؤ عليه خصومه، ومن ذلك فإن تسليم الهلال حامل اللقب للاتحاد للمرة الثانية منذ 2020 دون غيره من الأندية أصبح شبه مؤكد ليتفرغ لمواجهات نخبة آسيا، فيما على النصر أن يختار ما بين الترتيب الثالث أو المنافسة على دوري النخبة الآسيوي.
الاتحاد وحيدًا يبقى في مضمار الدوري هذا الموسم لعدم مشاركته في نخبة آسيا وهذا أحد العوامل التي قد تعينه على إكمال مشوار الدوري وتحقيق اللقب فيما تنتقل صراعات الهلال والأهلي والنصر في إقصائيات النخبة في جدة، وسيكون تحقيق أحدهم للقبها كاف ليس لنجاح موسمه بل لتزيين سجله بما لا يتاح دائمًا.