السمعة والهلال
يربط بعض النقاد سمعة نادٍ بسمعة المجتمع مثلًا أو أكبر من ذلك كمحاولة لإقناع المسؤولين لدعمه بمشاركته الدولية.
ودائمًا ما تكون مطالباتهم للأندية الجماهيرية فقط «كونهم مشجعين، أو انتهازيين»، وربما الجميع لاحظ أن لا أحد منهم ربط سمعة نادي التعاون المشارك خارجيًا بالمعادلة ذاتها لدعمه.
وحتى لا أطيل دعونا نختبر صواب هذا الربط، وهل تتأثر أي سمعة بنتائج فريق كرة؟
في اللغة «السمعة» هي الانطباع العام لإنسان/شركة/مجتمع في نظر الآخرين، وبما أن الحديث عن مجتمع أو قطاع رياضي عام وشامل، فالانطباع العام يتشكل من خلال رؤية الناس لبلادهم مثلًا وهي الأهم، ورؤية وطريقة تعامل المجتمعات الأخرى عنهم ومعهم.
ولمعرفة سمعة البلاد مثلًا عند شعبها ورضاه عنها، تستطيع معرفة هذا بسهولة من «مهاجمي المملكة مثلًا بمواقع التواصل» وستعرف من خلال رد فعل الشعب، انطباعهم تجاه دولتهم ومدى العلاقة بينهم وذودهم عن حياضها بكل جهد وقوة وحب.
أما بالنسبة للسمعة الخارجية، فيكفي تتبع حركة «رأس المال»، لأن «رأس المال» جبان ويخاف الدخول للدول غير المستقرة، بل ويهرب منها للخارج.
وأعتقد حجم التعاملات والمشاريع وبناء مدن جديدة كاملة، وتدفق رأس المال بالاتجاهين، وقبل هذا مستوى الأمن ناهيك عن توفر الخدمات للمواطن والمقيم والسائح كافٍ جدًا لمعرفة أن سمعة المملكة أكبر بكثير من سمعة أي فريق، الشاهد حين قررت المملكة استضافة كأس العالم لم تنافسها الدول، لمعرفتهم النتيجة مسبقًا.
صحيح ستهتز مشاعر نقاد ومشجعي فريق، إن هزم فريقهم، ولكن لا تقزموا الكيانات العظمى، وتربطوا سمعتها باهتزاز شبكة مرمى فريق كرة قدم.
بقي أن أقول:
إن دعم أي ناد بلاعبين عالميين لمشاركة خارجية يفيده، لكن هذا الدعم سيضر باقي الأندية، فاللاعب العالمي لن يقبل بعقد لمدة شهر ويذهب بعد البطولة الخارجية، وسيفرض عقدًا لا يقل عن عامين.
فيصبح هذا الدعم موجهًا ضد أندية الداخل أيضًا.
ومن واجب المؤسسة الرياضية أن تقف على مسافة واحدة من كل الأندية لتطور الرياضة، أما دعم نادٍ فهو أشبه بدعم شركة تنتج سلعة مع 17 شركة ينتجون نفس السلعة، فتحتكر السوق/البطولات.
فهل الدعم حقق العدل، وهل يتطور منتج إن احتكر؟