في الأنفيلد دعما لليفربول صلاح
مع اقتراب يوم المباراة، نفدت تذاكر لقاء ليفربول وويست هام ولم يتبق سوى تلك التي يعاد بيعها لظرف طارئ واجه صاحبها، أو لربما خطوة ذكية لكسب الجنيهات فالسعر يتضاعف حتى يصل إلى أرقام جنونية، كما أن القطارات المتجهة من أيوستن بلندن إلى لايم بليفربول اكتظت بجماهير الريدز وقس على ذلك من باقي المحطات والمدن، ومع حلول موعد المباراة كان كل شيء قد اكتمل ولا يوجد مقعد واحد شاغر في ملعب الأنفيلد الذي يتسع لنحو «61000» مشجع، ولكم كنت سعيدًا وأنا أشغل أحد هذه المقاعد.
لقد كانت تجربة رائعة لمست من خلالها حقيقة أن الكرة في إنجلترا ليست فقط أسلوب حياة وإنما هي ثقافة ووفاء وانتماء وعطاء، إنها حدث اجتماعي تشارك فيه الأسرة صغيرها قبل كبيرها، وهي رافد أساسي في الناتج القومي، كما أنها ثقافة متوارثة، إنها باختصار صناعة ذات أبعاد رياضية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
نعم لدينا ما نفخر به رياضيًا، ولكن هناك أشياء أعجبتني وأتمنى أن أشاهدها في ملاعبنا حتى يكتمل المشهد، أولها الحضور الجماهيري، فكما أسلفت لا يوجد أي مقعد شاغر، وهي نقطة مهم أن نشتغل عليها فعزوف الجماهير لدينا نقطة سلبية يجب تجاوزها، فالحضور الجماهيري أساس في نجاح الحدث الرياضي، لذلك أقترح إعادة فكرة توزيع الجوائز، وتحفيز الطلاب على الحضور بأسعار رمزية ومن الممكن أن يكون الحضور ضمن فعاليات العمل الاجتماعي للطالب، كذلك من الممكن أن تقدم الشركات والمؤسسات الراعية تذاكر مدفوعة للموظفين وأسرهم لحضور المباريات، والتسويق بشكل مكثف للتذاكر الموسمية.
أيضًا تنظيم المواقف والدخول والخروج من وإلى الملاعب الذي يعد لدينا مشكلة كبيرة تبحث عن حل، وتوفير أنواع مختلفة من المطاعم والكافيهات الراقية، وبعض الألعاب المسلية خلال وقت الانتظار، ولا بأس بالتعاقد مع فرقة شعبية أو موسيقية تعزف بعض المقطوعات المحفزة والمسلية لبينما يحين وقت اللقاء، مع إمكانية إصدار مطويات للتعريف بالمباراة وتفاصيلها وتاريخ المواجهات وقائمة اللاعبين ونبذة عنهم، ولا تقنعني بأي سبب لعدم توفر خدمة الإنترنت بجودة عالية، كما أن توفير الباصات الترددية أمر يساعد على تخفيف الزحام، وعقب المباراة مهم إرسال تقييم للحضور لأخذ انطباعهم أملًا في التطوير والتحسين.