العالم الذي نعيش
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي يتطور فيه الإنسان بسرعة مذهلة، في الوقت الذي يكرر فيه حماقات من سبقه من شرور، ما فائدة وصول البشر للمريخ بينما هم يتقاتلون ويتصارعون على الأرض؟، هل يعتبر الذكاء الاصطناعي نصرًا بشريًا، بينما تتزايد العنصرية بين المنتصرين؟ لست من النوع المتشائم، لكن تناقضات العالم محبطة جدًا، مللت منذ طفولتي وأنا أسمع أخبار الحروب في العالم، للدرجة التي لم تعد أرقام الضحايا تحرك مشاعري، اعتدت عليها، أصبحت من جُمل الأخبار المعتادة. نحن الأغلبية مدينون للموسيقيين والسينمائيين والروائيين والرسامين والشعراء، لأنهم كثيرًا ما جملّوا العالم لنا، أغنية سهلة تدخل الأعماق تنسيك ولو لفترة ضغوط الحياة، قصيدة مدهشة تلهيك عن مشاكل العمل التي لا تنتهي، لوحة ساحرة تأخذك داخل عالمها الساحر. أهمية الفنانين بصورة عامة تكمن في تحسين الوضع الذي صنعه الأنانيون والقساة.
العالم تناقل أخبار سرقة متحف اللوفر، والسرقة عمل إجرامي لا نقاش في ذلك، لكن من سرقوا اللوفر خططوا بذكاء مدهش، لم يكونوا هواة كما سمعت من أحد المحللين، الهواة لا يقرؤون الفرص كما المحترفين، لا يستغلون الوقت وينفذون بسرعة، اختيار السارقين لحالة الصيانة للمتحف، دخولهم بملابس العمال، يدل على أنهم أذكياء، لكنهم استغلوا ذكاءهم في الشر، وهذا هو خطأهم الفادح. من ناحية ثانية فالسرقات الكبرى في أغلب العواصم الأوروبية لم تعد مستغربة لتراخي الأمن. في بعض العواصم الأوروبية تُشغِل بعض العصابات الأولاد المراهقين في تنفيذ سرقاتهم، لأن القانون غير متشدد مع الذين لم يبلغوا السن القانونية، لذا لا تستغرب إن شاهدت الشرطة تقبض على مراهق صغير بعد عملية سرقة، ثم شاهدته بعد أيام أو أسابيع يتجول في المدينة. من المؤسف ألّا تمشي مطمئنًا في عواصم عالمية فيها من التاريخ والروائع ما يملأ الكتب.
مقولة «ليت عندي جناحين لأطير» اقتربت من الواقع، أصبحت أشاهد الفيديوهات التي يظهر فيها الأفراد وهم يطيرون بأجهزة طيران فردية صغيرة. إحدى الشركات قدمت ابتكارها للطيران الفردي، وهو عبارة عن 5 محركات نفاذة صغيرة توضع حول الجسد، تصل سرعتها لـ 85 كيلو مترًا في الساعة، شركة أخرى قدمت حذاءً نفاذًا يمَكن الفرد من الطيران بسهولة. حتى وإن كانت هذه الابتكارات في بداياتها فمن الواضح أنها الخطوة الكبرى في طريق الطيران بلا طائرة. أعتقد أن المسألة لن تتجاوز الـ 10 أو 15 عامًا حتى تمتلئ السماء بالطيور البشرية، لكن ذلك لا يعني أننا سنتخلص من الزحمة، ستوضع قوانين ومسارات وارتفاعات وإشارات ضوئية و.. زحمة جوية!.