|


أحمد الحامد⁩
مشاهير يصنعون السعادة
2018-12-15
للذين يملكون قيمًا عالية، وإمكانات فذَّة، لكنهم ليسوا من المشاهير، الشهرة ليست عادلة، والنجاح لا يتوقف عليها، ولا يُعد أبدًا حجم الدخل المالي مؤشرًا وحيدًا على نجاح الفرد.
الشهرة والمال يوجدان أحيانًا عند أشخاصٍ لا تودون الجلوس معهم، وتتجنَّبون السلام عليهم، على الرغم من أن السلام لله! بعض الشهرة، يحصل عليها أصحابها بعد رحيلهم، وهذا دليلٌ على أن الجمهور في أوقات كثيرة لا يقيِّم بصورة صحيحة، أو بشكل عادل، بل لا يملك القدرة على الانتباه إلى التقييم. هو يحرص غالبًا على تتبُّع الضوء الذي قد تصنعه أي ماكينة، أو أي فرد له تصرفات غريبة أو مضحكة. الشهرة ظاهريًّا لبعض المشاهير غلافٌ، ولا يعني دائمًا أن ما في داخل الغلاف يشبه خارجه، حتى السعادة التي تظهر دائمًا على وجوه بعض المشاهير! وإن كان بعضهم يستحقون شهرتهم، لأنهم مبدعون لا يعني أنهم لا يُخفون آلامهم ومشكلاتهم، بل حتى عقدهم، لدى بعضهم، ولا تعني الرومانسية التي يظهر بها المغني دائمًا أنها من عاداته وأطباعه. قال لي الزميل الذي ناضل كثيرًا في حياته، وهو يبحث في جيبه عن قطع معدنية لشراء وردة حمراء لزوجته: إنه لا يفهم كيف يفكر الناس في هذه الحياة، قال: تزوجت امرأة من أسرة فقيرة، كانت قد تركت تعليمها، فحرصت على أن تتعلم حتى حصلت على الشهادة الجامعية، ومحبةً مني لها وخوفًا عليها من أقدار الزمان والموت، كتبت باسمها بيتنا الذي اشتريته بعد كفاح سنوات طويلة، بالأمس كنا نجلس في المساء، فظهرت على الشاشة أغنية لكاظم الساهر، إحدى أغانيه النزارية، ثم التفتت إليَّ زوجتي متسائلة: لماذا لا تكون برومانسية كاظم؟ غضبت كثيرًا، وشتمت "كاظم"، وشتمت سوء تقديرها، ونمت على كنبة الصالة، ثم خرجت صباحًا إلى العمل، الآن سأعود وسأشتري لها وردة حمراء اعتذارًا مني على ما تلفَّظت به.
بعض الرجال أيضًا يقارنون زوجاتهم وأمهات أولادهم اللاتي أقمن الحياة في البيوت المصانة بكل عفة مع بعض النساء الشهيرات، وكيف أنهن جميلات رقيقات فاتنات. أسعد المشاهير هم المشاهير لدى أبنائهم وأزواجهم وأصدقائهم لشدة ما يتميزون به من محبة ورحمة وكرم. شهرة صناعة السعادة لك ولأقرب الناس إليك.