يكسر زوارٌ، عددهم محدود، سكونًا يُطبِق على قصر العسكر التراثي في مدينة المجمعة، المغلق احترازيًّا، بدءًا من مارس الماضي، بسبب جائحة كورونا.
منذ ذلك الحين، لم يسمح مكتب وزارة السياحة سوى بزيارات نادرة، تقتصر على جهات ووفود رسمية، مثل المحافظة والجامعة.
وبعدما أذِنَ لها بزيارة قصيرة للقصر، قال لـ “الرياضية” عبد المحسن المنيف، مدير المكتب “قبل كورونا، كان الدخول متاحا لكافة الفئات، خاصةً الطلاب والمهتمين بالتاريخ، بين الساعتين 4 و10 مساءً، ودون تذاكر”، مكملاً “الآن، نستقبل الرسميين فقط، تفاديًا للجائحة، لكن الموقع تحت العناية، تحسبًا لإعادة افتتاحه”.
يعود المكان إلى إبراهيم بن سليمان بن حمد العسكر، الذي شيّده، في الثلاثين من عمره، عام 1272 هجرية.
ومساحته الإجمالية 1775 مترًا مربعًا، تضم 4 وحدات، مبنى الإمارة، وبيت الأسرة، والمسجد، ومناخ الإبل والخيول. ورغم الإغلاق، بدت حالة المباني، من الداخل، جيدة.
في الوحدة الأولى، ذات الطابقين، سكن العسكر، أمير المجمعة في عهد الدولة السعودية الثانية، هو وأسرته في الأعلى، والحراس في الأرضي. وفي الثانية، المؤلفة أيضًا من طابقين، سكن أقرباؤه. ووصف مسؤول السياحة القصر بـ “أحد أبرز المباني التاريخية من تلك الحقبة”، موضحا “زاره الملك عبد العزيز، المؤسس، والملك سعود، وعديد من الرحّالة الغربيين”. وبعد تبرع أسرة العسكر بالقصر للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقا (وزارة السياحة حاليًا)، افتُتِح في إبريل 2017م معلمًا تراثيًّا. قبل الافتتاح، رممته الهيئة مع الحفاظ على معماره، الطيني الحجري. وحسبما ذكر لـ “الرياضية” محمد العسكر، مساعد مدير مستشفى الملك خالد في المحافظة، تبرعت عائلته بالموقع في 1431 هجرية.
يقع القصر شمالي المدينة، في الجزء الشرقي من القرية التراثية القديمة، المسماة “حلة إبراهيم”، وتعكف وزارة السياحة، طبقا للمنيف، على خطة لتطويره، تحيله إلى مركز ثقافي وعلمي. وحاليًا، يحتوي عدد من غرفه على لوحات عن الآثار في السعودية، ومكتبة أدبية وتاريخية.