|


أحمد السليس
القناص وغلطة جيرتس
2010-02-13
لم يكن مستوى المهاجم السعودي الأول ياسر القحطاني مرضياً للجميع في ديربي العاصمة بين النصر والهلال والذي كسبه الأخير كحال طبيعي اعتاده الزعماء في المواجهات الحاسمة كموقعة ليلة الخميس الماضي والتي جيرها نادي القرن لصالحه مواصلاً زحفه باتجاه اللقب الثاني له هذا الموسم، فالقناص أهدر بعض الفرص على غير العادة على الرغم أنه قدم مستوى جيدا فيما يخص التمركز وتبادل الكرات مع زملائه والتمرير والتلاعب بدفاع الخصم وإجبار لاعبي الفريق الخصم على ارتكاب الأخطاء كما فعل حسام غالي بعد أن وجه لكمة لوجه القحطاني غفل عنها الحكم الروماني وأخطأ في عدم احتسابها ضربة جزاء بحسب الخبير التحكيمي محمد فودة، ولكن مشكلة الكاسر أن لديه حساسية تجاه التهديف، ففي هذا الموسم مضت مباريات عدة لا يسجل فيها القحطاني وهو ما لم يعتد عليه الهلاليون خصوصاً وأن اللاعب لم يترك طريقة إلا وسجل بها أهدافاً في مناسبات عدة وعلى وجه التحديد في مباريات الحسم، كون اللاعب يحظى بجماهيرية هائلة تدفعه في كثير من النهائيات والمباريات الحاسمة للتسجيل وإسعاد تلك الجماهير، إلا أن ما حدث في مباراة النصر الماضية جاء على غير المعتاد، الجماهير الهلالية أبدت انزعاجاً من مستوى ياسر القحطاني بعد ضياع فرص محققة وفي حالات أشبه ما يكون المرمى خاليا، كما أن هناك علامات تعجب عدة حول مستوى القناص في الآونة الأخيرة لأن ياسر يعتبر المهاجم الأول ليس على المستوى السعودي فحسب بل وعلى امتداد العرب وآسيا حيث يملك كافة المقومات التي تؤهله لذلك وأكثر، فما مضى من إنجازات ونجاحات لياسر لا تشكل شيئاً مع ما هو منتظر من هذا اللاعب، ولكن بشرط أن يعيد حساباته ويترك كل ما يشاع سلباً عنه جانباً وينظر للأمام، ومع أن الجميع حمل على ياسر كثيراً في المواجهة الأخيرة ولم تكن هناك علامات رضا عما قدم إلا أن هناك فرصة كبيرة لياسر للعودة لمستواه وقيادة فريقه في مواجهة نجران المقبلة لتحقيق انتصار أزرق، بل وعليه أن يفعل أكثر من ذلك بتتويج فريقه بكأس ولي العهد لتصبح البطولة الثانية للهلال في هذا الموسم.
ربما من الأسباب التي أدت إلى عدم ظهور ياسر القحطاني بمستواه المعروف وتحديداً في المواجهة الأخيرة هي طريقة المدرب الهلالي جيرتس، فمن المفترض كوجهة نظر شخصية أن يوعز المدرب لياسر وإلى جانبه نيفيز باللعب خلف المهاجم المحياني، للاستفادة من إشغال ياسر للمحور والدفاع والتمرير لنيفيز للتسديد من خارج المنطقة وفي حال عودة الكرة يكون في انتظارها المحياني الذي يلزمه البقاء في خط المقدمة مستعداً لأي كرة مرتدة من الحارس والتي تكررت كثيراً ولم يوفق في استغلالها ياسر، ولكن استمرار ياسر في المقدمة بعد دخول المحياني كان خطأ كبيرا من جيرتس، كما أن تغيير الشلهوب يجب أن يكون بدلاً من العابد الذي قدم مباراة أكثر من رائعة ولكن خذله الجانب اللياقي..ياسر مازال دون المستوى الذي تتوقعه منه جماهير فريقه، وهو مطالب بإعادة ثقتها مستغلاً ما تبقى من منافسات.