كل ما أخشاه أن تخرج علينا نفس الأصوات التي خرجت بعد الإخفاق في التأهل لنهائيات كأس العالم.. وتطالب اتحاد الكرة السعودي بالاستقالة الجماعية بسبب عدم الفوز بكأس الخليج التي اختتمت في اليمن مؤخراً.. وإذا كانت هذه هي النظرة المنطقية فمن حقنا أن نطالب الاتحادات العراقي والعماني والقطري والبحريني والإماراتي واليمني باستقالات جماعية، لأن منتخبات هذه الدول لم تحقق كأس الخليج شأنها شأن الأخضر السعودي.. فالعراق حامل لقب كأس آسيا.. والعماني حامل لقب كأس خليجي 19 .. وقطر بكل ما تملك من إمكانيات والتي شاركت بكامل نجومها من مواطنين ومجنسين، وكذلك المنتخب البحريني الذي دعم صفوفه بلاعبين مجنسين وبجميع لاعبيه البارزين.. ومن حقنا أيضاً أن نطالب الاتحاد اليمني لكرة القدم باستقالة جماعية على اعتبار أنه خسر جميع مبارياته الثلاث في الدور الأول على أرضه وبين جماهيره التي استحقت بالفعل نجومية خليجي 20 بشهادة النقاد واللاعبين وكل من تابع الدورة عبر الشاشات الفضائية ناهيك عن حسن الضيافة وتشجيع جميع المنتخبات.
من حقنا كجماهير سعودية أن نفخر بما قدمه نجومنا الواعدة في دورة الخليج الأخيرة.. لكن المشكلة التي وقع فيها المنتخب أنه دخل تحت الضغط الرهيب بوصوله للمباراة النهائية محققاً ما عجز عنه أبطال آسيا العراق والعماني حامل اللقب.. ومن حقنا في المقابل أن نعاتب المدرب بسيرو على الاختيارات الهجومية التي افتقدت إلى عنصر الخبرة، فمثلاً في الدفاع كان أسامة المولد وفي الوسط كان الشلهوب.. وفي الهجوم كنا بحاجة لمهاجم مثل ناصر الشمراني أو نايف هزازي، خاصة أن المهاجم مهند عسيري حمل أكثر من طاقته ويفتقد لثقافة البطولة على اعتبار أنه يلعب لفريق الوحدة الغائب عن البطولات منذ عشرات السنين.. والدليل أن ناصر الشمراني في الشباب غير ناصر الشمراني في الوحدة.. وقبل ذلك مالك معاذ في الأهلي غير مالك معاذ الأنصار.. وقبلهم حمزة إدريس في الاتحاد غير حمزة إدريس في فريق أحد.. والسهلاوي في النصر غير السهلاوي في القادسية.. وأعتقد أن الصورة واضحة، وضربت هذه الأمثلة تأكيداً على أن بسيرو حمل مهند حملاً ثقيلاً ووضعه تحت مقصلة الجماهير التي لا ترحم.